الدعم العربي

نسخة كاملة : نهاية مدمن على حبوب الهلوسة
أنت حالياً تتصفح نسخة خفيفة من المنتدى . مشاهدة نسخة كاملة مع جميع الأشكال الجمالية .
دأب على تناول حبوب الهلوسة وإن فارقها ولو يوما واحدا فسيجن جنونه وتنفجر
دماغه التي يستبد بها صداع وألم يشقه شقا .
خرج كعادته بمديته الطويلة العريضة التي يخفيها في حرص زائد بين ثنايا ثيابه
المتهدلة المتسخة وعيناه الضيقتان يحاول فتحهما بصعوبة بالغة ليجوب بهما
الشارع الفارغ في دورات مريبة مخاتلة كثعلب جائع باحث عن ضحية ضعيفة
ينقض عليها في قوة وعنف ، ويسلبها ولودريهمات معدودات تفي بغرضه
السافل المهلك القذر.
لم يظفر بغير السراب والحسرات فعاد إلى البيت بخفي حنين والشرر يتطاير
من عينيه كثور ثائر ، ورعشة قاهرة حارة تسري في كل ذرة من كيانه
المحطم المهدود.
فتش في كل ركن من أركان غرفة أمه الواهنة التي تقضي سحابة يومها في
الغسيل والتنظيف القاصم للظهر والعمر، فلم يظفر بغير الفراغ القاتل ، فأخذته
هستيريا جنونية لا تبقي ولا تذر ، فعاث في الغرفة تحطيما وتمزيقا
وركلا ورفسا لا يكل أو يلين.
توقف عن رعونته وحماقته واستسلم ليأس قاتل ، فحمل السكين بين
يديه المعروقتين وخرج إلى الشارع فأخذ يلوح بسكينه في وجه المارة
ويجري دونما هدف طاعنا هذا في ظهره وجارحا آخر في وجهه ،
ولاهثا وراء من يفرون فرار الظبي من الضبع .
استمرأ بطولاته الوهمية ظانا نفسه عنترة أو سيف بن ذي يزن الهمام .
ظل يكر ويهجم حتى أصابه النصب والعياء ، فسقط على وجهه القاتم
المغبر فانغرست السكين الحادة في قلبه فمزقته تمزيقا , فندت عنه
صيحة سمعها الداني والقاصي ثم أسلم الروح لبارئها وهو يصيح:
ضاع العمر هباء ...... ضاع العمر هباء...........................