الدعم العربي

نسخة كاملة : التحكم بالألم.. في عيادة الأسنان
أنت حالياً تتصفح نسخة خفيفة من المنتدى . مشاهدة نسخة كاملة مع جميع الأشكال الجمالية .
التحكم بالألم.. في عيادة الأسنان
[صورة: 1.gif]
التحكم بالألم.. في عيادة الأسنان
طرق وحلول لمختلف الحالات
[صورة: health1.520441.jpg]

د. علي حبيب - لصحيفة الشرق الأوسط
يسعى طب الأسنان الحديث إلى تقديم عناية فائقة الجودة مصاحبة بتوفير قمة الراحة النفسية لمريض الأسنان، دون الشعور بالألم، أو حتى التفكير به. ولذلك نجد أن عيادات الأسنان الخاصة تتسابق في إعلاناتها على رفع شعار «من دون ألم»، وذلك لاستقطاب أكبر عدد ممكن من المرضى. ومع ذلك، ما زال مريض الأسنان ينزعج كثيرا لدى زيارته لطبيب الأسنان، وجل همه يكمن في الألم وحقنة التخدير إلى الحد الذي أسهم في تقليص زيارات المريض الروتينية للفحص العادي، واقتصار زيارته لها على حالات الطوارئ المصاحبة بآلام شديدة وبتسوسات عميقة، قد لا ينفع معها سوى الخلع. وسأتحدث هنا عن الطرق المتاحة والمتبعة للتخفيف من آلام الأسنان، وطرق التخدير المتبعة أثناء علاج الأسنان.
[صورة: 1900.gif?t=1230749522]
* مسكّنات الألم

* الأدوية العادية المسكنة للألم: وتعتبر من أكثر الطرق شيوعا، ويستخدمها الجميع، ومن أشهرها البروفين، والأسبرين، والأستامينوفين المعروف بـ«البنادول». إن هذه المسكنات مناسبة جدا لآلام الأسنان البسيطة إلى المتوسطة، ولكنها لا تنفع مع الآلام الشديدة والمصاحبة بالتهاب العصب، أو خراج مقفول، أو غير ذلك من أمراض الأسنان الشديدة الألم. ويجب أن يكون استخدام هذه المسكنات تحت إشراف الطبيب، وألا يكون لفترات طويلة. والأهم في ذلك كله، هو تشخيص وعلاج المسببات، فهو الطريق الصحيح للتخلص من ألم الأسنان، وليست الأدوية المسكنة وحسب.

* مسكنات الألم المخدرة (Narcotics): ومثال عليها كل المسكنات المحتوية على مادة الكوديين. وهذه المسكنات مناسبة جدا للآلام الشديدة. وعادة لا يمكن الحصول عليها إلا بإذن الطبيب المختص والمرخص له بصرفها للمرضى. وتكمن مشكلتها في أنها قد تسبب الإدمان عند تناولها بكثرة. ولذلك، يمنع استخدامها إلا في الضرورة القصوى.
[صورة: 1900.gif?t=1230749522]
* التخدير
* التخدير الموضعي: هذه هي الطريقة التقليدية للتحكم في الآلام. ويوجد على أشكال مختلفة في عيادة الأسنان، فقد يكون بصورة كريم، أو جل، أو بخاخ. ويستخدم في الغالب أثناء عملية التخدير بواسطة البنج، حيث يوضع قبل الوخز بالإبرة للتخفيف من الألم أثناء عملية الوخز. وهناك نقطة مهمة تجدر الإشارة إليها، وهي أن الكثير من الناس يذهبون إلى الصيدلية لشراء المخدر الموضعي أثناء شعورهم بالألم في أسنانهم، وهذا يعتبر من الأخطاء الشائعة والخطيرة، لأن هذا النوع من البنج يحتوي على نسبة عالية من المواد الدوائية، وكثرة استخدامه من غير استشارة طبية يؤدي إلى الكثير من الآثار الجانبية، ومنها التقرحات في الأنسجة الفموية، فيجب استخدامها فقط في حالة وصفها من الطبيب المختص في أوقات معينة فقط.
************
* التخدير الكامل: ويعتبر من الطرق التقليدية في مجال الطب. أما بالنسبة لطب الأسنان، فتستخدم هذه الطريقة في مجال جراحة الوجه والفكين، أي في العمليات الكبيرة. كما تعتبر طريقة مهمة أثناء علاج المرضى ذوي الاحتياجات الخاصة أثناء علاجهم في عيادة الأسنان، كما تستخدم في علاج أسنان الأطفال صعبي التعامل، بعد محاولات في علاجهم في عيادة الأسنان بالطرق التقليدية.

وتجدر الإشارة إلى أن هناك طرقا بديلة، عوضا عن التخدير الكامل في علاج الأسنان، حيث يمكن استخدامها في عيادة الأسنان، وتسمى «التنويم الجزئي»، (conscious sedation)، وهي عبارة عن نوع من التخدير الذي يثبط جوانب الاستيعاب والإحساس بالمحيط، من غير أن يؤثر على الوظائف الحيوية للجسم، كالتنفس والبلع. ويتم استخدام عقاقير طبية لتحد من القلق أثناء العلاج، بالإضافة إلى استخدام أدوية البنج ضد الألم. ومن أكثر أشكال هذا النوع من التنويم هو استخدام غاز الضحك (Nitrous oxide)، عن طريق استنشاق خليط من الأوكسجين مع هذا الغاز، حيث يؤدي إلى استرخاء العضلات والأعصاب. يبدأ وينتهي هذا التأثير بسرعة عند التوقف عن التنفس من خلاله. وهناك طريقه أخرى أيضا، هي استخدام خليط من الأدوية المضادة للقلق، وأخرى عن طريق الوريد. وتجدر الإشارة إلى أن كلتا الحالتين يجب أن تتم بواسطة أخصائي متدرب على هذا النوع من التنويم.
************
التخدير بحقن الوريد: في هذه الطريقة يتم إعطاء المريض جرعة من عقار مخدر عن طريق الوريد تحت إشراف طبيب تخدير، في عيادات أسنان متخصصة في مستشفى تتوافر فيه جميع سبل الإنقاذ في حالات الطوارئ. وقد طورت مجموعة من العلماء البريطانيين أسلوبا تخديريا جديدا وآمنا للاستعمال في جراحات الفم والأسنان التي كانت تستدعي في السابق تخديرا كليا، وهو الأمر الذي كان محفوفا بالمخاطر. وأثبت هذا الأسلوب نجاحه، بعد أن تم تجريبه على شريحة كبيرة من الأطفال، وكانت نسبة النجاح أكثر من تسعين في المائة، بدون أن يشعر أي منهم بأي ألم خلال إجراء الجراحة.

ويعتمد هذا الأسلوب على حقن المريض بعقار مسكن، هو الميدازولام في الوريد، ويصحبه استنشاق غازين مخدرين، هما أوكسيد النيتروز، وسيفوفلورين. وقد نشرت تفاصيل ذلك الأسلوب التخديري في تقرير بعدد شهر سبتمبر (أيلول) الماضي من المجلة الأكاديمية «علم التخدير». وأشار فريق البحث إلى خلو هذا الأسلوب من أي آثار سلبية. وتكمن أهمية هذا الأسلوب في أنه سيخفف من القلق الذي ينتاب المرضى من عمليات جراحة الأسنان، حيث سيتيح الأسلوب الجديد إجراء الجراحة كاملة، والمريض واع، ودون الشعور بأي ألم.
[صورة: 1900.gif?t=1230749522]
* ما هي أنسب الطرق؟
* كل حالة لها طريقة مناسبة لها. فهناك حالات من المصابين بالقلق والخوف الشديد من عيادة الأسنان، وهذا يرجع إلى أسباب نفسية مختلفة تحد المريض من الاستجابة والتعاون مع الطبيب أثناء العلاج في عيادة الأسنان، وكذلك الأطفال صغار السن، أو الذين لا يمكن التحكم في علاجهم بالشكل الصحيح في عيادة الأسنان. ففي هذا الوضع ـ كما في حالات مشابهة ـ يعتبر التخدير الجزئي بواسطة الغاز أو الحقن الوريدي مفضلا، لأنه يساعد المريض، وكذلك الطبيب، في العلاج. أما في الحالات الشديدة ـ كما سبق أن ذكرنا في حالة العمليات الكبرى لجراحة الوجه والفكين ـ فيكون التخدير الكامل هو الحل الوحيد. أما إذا كان المريض متعاونا أثناء العلاج، ويتطلب علاج الأسنان الطرق الاعتيادية؛ فيكون عندئذ التحكم بالألم بالطرق المعروفة والمتبعة في عيادات الأسنان.

وأخيرا، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن عيادة الأسنان، كأي عيادة أخرى، تقدم العلاج، وهي الحل لمشاكل وآلام الأسنان، وليست السبب في ذلك، فينبغي الحرص على الاهتمام والعناية بالفم والأسنان، حتى لا يكون هناك أي مسبب للألم. أستاذ مشارك واستشاري تقويم الأسنان

============
المصدر: صحيفة الشرق الأوسط