تحديث آخر نسخة 1.8.37

تقييم الموضوع :
  • 0 أصوات - بمعدل 0
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
عدم التضرع والقسوة في القلب والإصرار على الذنب والمعصية
#1

عدم التضرع والقسوة في القلب والإصرار على الذنب والمعصية
عدم التضرع والقسوة في القلب والإصرار على الذنب والمعصية


عدم التضرع والقسوة في القلب والإصرار على الذنب والمعصية، عدم التضرع إلى الله،

نسيان الله جل جلاله، قال تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ

وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ [الأنعام:42]
بالبأساء: بالحروب، جيوش تجتاحهم وهم نائمون،

والضراء: أمراض تلتهمهم، أمراض وأوبئة وجراثيم وفيروسات: لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ *

فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا

يَعْمَلُونَ [الأنعام:42-43]
زين الله لهم الشيطان ما كانوا يعملون.. أنا أتعجب كيف

زين لهم الشيطان؟ أي: أن هذا الشيطان الذي لا نراه كيف يزين؟ يزين بأوليائه، هناك

شياطين إنس يملكون أجهزة إعلام يحرصون كل الحرص على تدمير الناس،

تفحصوا أجهزة الإعلام المقروء والمنظور والمسموع ستجدون

هذا التزيين العجيب: قصائد فاجرة.. مقالات منحرفة.. مسرحيات.. تمثيليات.. برامج..

أفلام.. كلمات وعبارات فيها كفر وإلحاد.. مقالات تطعن في التوحيد وتحرفه، وتستأصل

جذوره من القلوب: (يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً) استهزاء بالله ورسوله ودعاته

والناصحين ولا يبالون، الصحابة رضي الله عنهم فيهم محمد صلى الله عليه وسلم ومن

بينهم العشرة المبشرون بالجنة، واحد أو اثنان أو ثلاثة

منهم، بل هناك رواية تقول: إن أبا بكر هو الذي قال: [لن نغلب اليوم

من قلة]
فنزلت الهزيمة عليهم في حنين وأعدادهم تزيد على عشرة

آلاف أو اثني عشر ألف مقاتل، فولوا الأدبار، لماذا يؤخذ الجميع بسبب

كلمة واحد أو اثنين؟ كاتب في مقال يسكت عنه الجميع ويفتحون

الجريدة ويقرءونها: يا سلام! انظر ما أحسن ما قال! وماذا ردوا عليه،

وهذا ينكت، وهذا يستهزئ، وهذا يسخر، والله جل جلاله فوق سماواته

يأخذ أمماً ويدمر جيوشاً ويهزم دولاً بكلمات

تقال أو تكتب: (وإن الكلمة ليقولها العبد من سخط الله لا يلقي

لها بالاً تهوي به في النار سبعين خريفاً).
نعم. هزمهم الله في حنين

لكلمة قالها اثنان أو ثلاثة: لن نغلب اليوم من قلة، اعتمدوا على الجيوش

الجرارة كما كنا نسمع كل الزعماء في خطاباتهم: اعتماداً على أنفسنا،

وثقة بقواتنا المسلحة، وبأسلحتنا الاستراتيجية سنضرب في الأعماق، لن

ننهزم أبداً.. هكذا يقولون في خطاباتهم، فتحل عليهم الهزائم بعد الهزائم ولا

يعبأ الله بهم ولا يبالي. نعم -أيها الأحباب- وبماذا انتصروا بعد ذلك؟ برجل ثبت

على بغلته اسمه محمد صلى الله عليه وسلم، عن يمينه العباس بن عبد

المطلب وعن يساره أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب: ( أنا النبي لا كذب

أنا ابن عبد المطلب
ويقول له العباس: ناد أصحاب سورة البقرة وأصحاب

الشجرة وأهل السمرة -شجرة السمرة التي تبايعوا

تحتها على الموت- قال: يا أصحاب الشجرة! فبلغ الله صوته أكثر من عشرة أميال،

وسمعه المهاجرون والأنصار، فقالوا: لبيك وسعديك يا رسول الله! فنزلوا من

فوق رواحلهم وخلعوا برودهم ودروعهم ولاثوها على أعناقهم في مضارب

السيوف، وجاءوه يمشون ويخترقون الصفوف، يلتطمون بالخيول الفارة، والجمال

الهاربة، والقلوب التي طارت شعاعاً لشدة الصدمة، فما وصلوا عن

د ركابه إلا وهم يرون الفرسان مجندلين مأسورين تحت قدميه، نعم:

وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ [المدثر:31]). هذا التماسك الإيماني العجيب

في مثل هذه الظروف، بقولة رجل تحل الهزيمة وبثبات رجل يحل النصر من الله رب

العالمين، من الذي نصر الأمة يوم قام المعتزلة ينادون الناس من مشرقها

إلى مغربها أن القرآن مخلوق؟ وإذا اعترفنا أنه مخلوق يعني: نحاكمه ونحاسب

ه ونقرر أن فيه صواباً وأن فيه خطأً كما ينتاب المخلوقين، وهو صفة من صفات

الله تكلم به الله سبحانه وتعالى أحمد بن حنبل وقف أمام هذا الطوفان

الجارف وبثباته أعز الله الدين، وإلا لأصبحنا الآن كلنا منحرفين في عقيدتنا،

أرأيتم كيف تُضل الأمم كيف ينقذها الله برجل؟ أحبتي في الله.. لا تظنوا أن

المسألة هينة عندما نضحك لقول فلان، أو نستأنس لقول علان؛ وبه تدمر

شعوب وتزاح حضارات. لنرى ماذا يقول الله جل جلاله: وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ

لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ

[الأنعام:43-44]
عجباً! كان الواحد يتوقع أنهم لما نسوا الله ودينه يأخذهم

التدمير حالاً.. لا، أخذهم ما هو أعظم من التدمير وهو الاستدراج والإمهال

والمكر الإلهي الذي لا يشعرون به، فتح لهم أبواب كل شيء، الأسواق امتلأت ..

والجمعيات امتلأت .. والجيوب امتلأت .. والسيارات حضرت .. والناس

يلبسون ويفرحون ويمرحون، ويغنون ويرقصون ثم أمر الله بالدمار..


الله أكبر: فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ

حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ *

فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِي

نَ [الأنعام:44-45].


الرد
شكر من طرف :
#2
موضوع قيم
جزاك الله خيرا
الرد
شكر من طرف :
#3
سلمت يالغالي على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
الرد
شكر من طرف :


التنقل السريع :


يقوم بقرائة الموضوع: بالاضافة الى ( 1 ) ضيف كريم