تحديث آخر نسخة 1.8.37

تقييم الموضوع :
  • 0 أصوات - بمعدل 0
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
إنما الحياة سطور كتبت لكن بماء
#1
إنما الحياة سطور كتبت , لكن بماء
كتب جبران خليل جبرا فى رائعته " المواكب " : إنما الناس سطور كتبت لكن بماء , و بها تغنت " فيروز " ذات الصوت الملائكي فى " أعطنى الناى" و هى واحدة من أروع قصائد الغناء العربي . و قد قصد جبران التعبير عن هشاشة وضع الإنسان فى الكون , و منه استعير عنوان هذا المقال للتعبير عن هشاشة وضع الحياة فى الكون . فنحن نحيا تحت ظروف حدية يكفى اى انحراف بسيط فيها للقضاء على الحياة برمتها. فلو كانت قوانيني الطبيعة و الثوابت الفيزيائية مثل سرعة الضوء و قيمة شحنة الإلكترون الكهربية و ثابت الجاذبية , مختلفة عما هى عليه اليوم , فلم يكن بمقدور الذرات أن تتماسك و كانت النجوم ستتطور بسرعة كبيرة لا تتيح للحياة الةقت الكافى لنشوء و الارتقاء , بل و لم تكن العناصر الكيماوية ذاتها التى نعتمد عليها فى غذائنا و سائر انشطتنا لتولد على الاطلاق. فمع قوانين مختلفة للكون ربما لم يكن الانسان ليتواجد اصلا بل و ربما لم يكن بامكان الحياة كما نعرفها أن تتواجد ايضا. و لكننا – مع كل ذاك – لا نعرف عدد القوانين المحتملة الأخرى التى لو وجدت فى الكون فإنها كانت ستسمح بوجود حياة , و إن كانت مختلفة عن مفهوم الحياة الذى نعرفه اليوم. من هذه الظروف وجود الماء السائل , الذى يعد وجوده فى كل مكان حولنا معجزة بحد ذاته . إن كل أشكال الحياة ترتبط بوجود الماء السائل . و يقرر ربنا جل و علا هذه الحقيقة بمنتهى الحسم فى القرءان الكريم بقوله تعالى :" و جعلنا من الماء كل شىء حي " . و يقرر علماء البيولوجيا أنه " حيثما وجد الماء و جدت الحياة " . و لك أن تدرك أن جزىء الماء هو واحد من أشد الجزيئات غرابة فى الكون . يتألف جزىء الماء من عائلة صغيرة ألف بينها الحب تتكون من ذرة واحدة من الأكسجين و ذرتين من الهيدروجين و تتوزع هذه الذرات فى الفراغ على شكل رباعي شبه منحرف تكون فيه الشحنات الموجبة ممثلة فى الهيدروجين منفصلة تماما عن الشحنات السالبة ممثلة فى الاكسجين و يعبر الفيزيائيون عن درجة انفصال الشحنات بمصطلح غامض قليلا هو :" عزم ثنائي القطب " – و الفيزيائيون مولعون بمصطلحات مركبة تجعل الناس تجفل من متابعة أفكارهم , و لكن هيهات لهم فهاهنا أنا و انت من أجل تقصي حقيقة أفكارهم عن الماء- فعزم ثنائي القطب هو ببساطة عبارة عن حاصل ضرب إحدى الشحنتين فى المسافة بينهما . و نتيجة للتوزيع الفراغي العجيب لذرات الهيدروجين المحيطة بذرة الاكسجين فى جزىء الماء فإن عزم ثنائي القطب عند جزىء الماء هو أكبر بمرتين تقريبا منه عند أقرب جزىء له – تبعا لوزنه الجزيئي- و هو كبريتيد الهيدروجين – المشهور بمسؤليته عن رائحة البيض الفاسد- و نتيجة لذلك فإن المجال المغناطيسي لجزيئات الماء يكون من القوة بحيث تجذب جزيئات الماء بعضها البعض و تتحد مثنى وثلاث ورباع فيما يعرفه الكيميائيون باسم الروابط الهيدروجينية – و الكيميائيون هم أقوام غريبي الأطوار يصفون كل شىء فى الكون بهمهمات غامضه عن القوى الكهربية و المغناطيسية و النووية و كأنما تحول الكون كله الى عالم من الأسلاك الكهربية و المفاعلات النووية - . هذه الروابط الهيدروجينية هى روابط ضعيفة جدا و لكنها تتكون بأعداد كبيرة بين جزيئات الماء و بعضها البعض مما يكون له تأثيرا واضحا على سلوك الماء : إذ يحتاج فصم عرى هذه الروابط الى طاقة كبيرة جدا و هو ما يؤدي الى ارتفاع درجات انصهار و غليان الماء و بالتالي يسمح للماء بالبقاء سائلا فى مدى كبير نسبيا من درجات الحرارة ( من صفر الى 100 درجة مئوية ) و ذلك على الرغم من أنه فى ظل صفات الماء الكيميائية المتعلقة بوزنه الجزيئي فقد كان من النفروض أن يغلي الماء عند 70 درجة تحت الصفر المئوى و أن يتجمد عند 90 درجة تحت الصفر المئوى و لكان على الجليد المتكون أن يغرق فور تكونه و لا يطفو على السطح كما هو الحال الآن فبفضل قدرة ذذرات الهيروجين منزوعة الشحنة على تكوين الروابط الهيدروجينية فإن جزيئات الماء تتمدد عند تجمدها على عكس باقى السوائل , و بالتالي يطفو الثلج الصلب على سطح الماء السائل . و لو لم تتكون الروابط الهيدروجينية لما وجدنا نحن لنناقش هذه القضايا أصلا. اذن فنحن مدينون بإمكانية وجودنا للشكل غير المنتظم لجزىء الماء الذى ادى لتكون الروابط الهيدروجينية.

يغطي الماء نحو ثلاثة أرباع سكح الأرض بل و حتى اجسامنا تحتوى على نحو 71% من وزنها ماء و تحدث جميع التفاعلات الكيماوية بداخلنا فى وسط مائي . و قد اكتشفت " ليزلي كون " أن جزيئات الماء التى تمثل نحو 77% من جزيئات البروتين تستكن فى الشقوق و الاخاديد العميقة ببنية البروتين – إذ أن الجزسئات البروتينية تطوى على نفسها عدة مرات بحيث يتعذر على أى شىء حمل أى مكونات أو مغذيات من خلال هذه الطيات إلا من خلال الماء . فقد و جدت " كون " و زملاؤها بجامعة ميتشجان الامريكية أن ماء الاخاديد البروتينية مصون عبر الانواع, فبدون هذا الماء تقوم طيات البروتين بكبس اخاديدها حتى التلاشي . أى أن وجود الماء يفتح الطريق أمام الجزيئات الهدف لتصل الى الاحماض الامينية بأعماق الاخاديد البروتينية و التى لم تكن لتصل اليها لولا وجود الماء.

إن غياب الماء يحمل طعم الموت السريع , على الاقل بالنسبة للبشر, فانخفاض مقداره 2 % فقط من سوائل جسمنا يوحي الينا على الفور بالعطش , وفقدان مقداره 5% يسبب الهلوسة , و فقدان مقداره 12% يقتلنا عطشا.

و فى الماء تجري كل كيمياء الجسم الحى فلا جذور النباتات و لا اجسامنا تستطيع امتصاص المواد الغذائية الا و هى ذائبة فى الماء. و من خلال الماء وحده الذى يمر عبر جدران الغدة الدرقية و الكلى و الرئة نستطيع ان نتخلص من السموم المتجمعة بأجسامنا أولا بأول.

و لكن على الرغم من أن الماء يدعم الحياة و يرعاها فى حالته السائلة , فإنه فى حالته البللورية الصلبة – الجليد و الثلج – يدمرها. فالكائنات الحية يمكنها أن تستقر فى ينابيع المياه الحارة, و أن تتمرغ فى الماء شديد الملوحة , بل و أن تبتلع الأحماض , و لكنها تنفر من الجليد : ذلك لأن الترتيب الصارم لجزيئات الماء فى بللورات الجليد يطرد الشوائب و يمزق النسيج الحيوي شر ممزق.

و لذلك فوجودنا مرتبط بمعجزة وجود الماء سائلا فى كل مكان حولنا على هذا الكوكب بما له من صفات غريبة و عجيبة بغرابة الكيميائيين و الفيزيائيين الذين اكتشفوا هذه الصفات . و هم على غرابتهم يستحقون منا كل إجلال و احترام لاتاحتهم الفرصة لنا على الدهشة و ادراك أعجوبة وجودنا فى هذا الكون . فالدهشة هى احدى السمات المميزة للبشر عن سائر الحيوانات إذ أنها تعنى قدرتنا على التفكير و على ادراك اوجه مختلفة للحقيقة لا تدرك بغير العقل البشري . غير أن لهذا حديث آخر بإذن الله تعالى.
KHAIRI ABDEL GHANI
الرد
شكر من طرف :
#2
شكرا لكى اخى الفاضل على المعلومات القيمة.............واحب ان أضيف مقاطع من مقالة قرأتها ........عن نفس الموضوع

للماء فوائد كثيرة و يكفي له شرفا أن الله جل جلاله جعل منه الحياة : "و جعلنا من الماء كل شيء حي، أفلا يؤمنون" بل ذهب الاتحاد الياباني للأمراض بنشر التجربة التالية للعلاج بالماء حيث بلغت نتائج نجاحه حسب إفادة الاتحاد 100% بالنسبة للأمراض القديمة والعصرية. إن شرب كوب كبير من الماء قادر على تهدئة الأعصاب فوراً عند التعرض لصدمة عاطفية أو ضغط مفرط، حيث يؤدي الإجهاد إلى سلب الماء من الجسم، مما يولد الإحساس بجفاف الفم. لذا، يكفي شرب لتر ونصف من الماء يوميا لوقف هذه الحلقة المفرغة.? و أظهرت الدراسات الحديثة أن الماء يلعب دورا مهماً في تخفيف الوزن وحماية الإنسان من الأمراض وخاصة الخبيثة منها.
ذكرت الدكتورة سوزان كلاينر، أخصائية التغذية الأمريكية، أن الماء يساعد على التخلص من السموم، ومقاومة الجوع فضلا عن دوره في المحافظة على مرونة المفاصل ومنع تشكل حصوات الكلى المؤلمة. وأشارت إلى أن الماء قد يساعد أيضاً في الوقاية من أورام سرطانية معينة مثل سرطانات الثدي و القولون و البروستات والكلى، لذلك ينصح بتناول لتر ونصف من الماء يوميا وتجنب الإكثار من المشروبات الغازية لاحتوائها على الأملاح التي تشجع الجسم على تخزين الماء.
كما تبين أن نقص كمية الماء داخل الجسم و الاستهانة بالعطش يؤثران بشكل ملحوظ على مستوى ذكاء الإنسان هذا ما أكدته إحدى الدراسات الطبية التي أجريت في بريطانيا وقد أوصى القائمون على الدراسة بضرورة شرب كميات من الماء والسوائل تتراوح مابين 6الى 8 لترات يومياً حتى يحافظ الجسم عل المعدل
الطبيعي للمياه بداخله ومن ثم الحفاظ على مستوى الذكاء الذي يتطلب وجود نسبة معينه من الأملاح المفيدة والتي توجد فقط في المياه.
إذن الماء هو العنصر الأساسيّ لنظافة الجسم والبيت والأشياء الأخرى، فهو ينظف الأوساخ ظاهرها وباطنها كما ينعش الإنسان ويريحه من التعب، ويفيد الماء أيضا في إزالة الشعور بالإرهاق والقلق ويساهم في تخفيض الأمراض لدى الإنسان ويزيل الطاقة الكامنة التي تتسبب في وهن الجسم، تلك الطاقة الكامنة في الجسم ولا يستطيع الإنسان رؤيتها بالعين المجردة لكننا نحسّ بها في بعض الأحيان عند قيامنا بحركة خلع قميصنا الصّوفي فينبعث صوت، أو عندما نلمس شيئا نحسّ كأنّه لسعة كهربائية تهزّ أجسامنا، كما نحسّ أحيانا بانتفاش الشعر. هكذا يتخلّص الإنسان من كلّ ذلك عندما ينّظف جسمه فيحسّ
أنّ جسمه خفيف نشيط ويحسّ بالرّاحة الكاملة مثلما يساهم طلوع الشّمس بعد يوم ممطر فى بعث البهجة والفرحة في القلوب لأنّ الماء يقضى على تلك التراكمات الموجودة في الجسم والباعثة على القلق والوهن و في الأخير لا بد من كلمة عن "خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم" : وروى الطبراني وابن حبانعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم , في طعام الطعم , وشفاء السقم)) و رواة الحديث ثقات كما قال المنذري.
وطعام الطعم : يعني يشبع الإنسان من مائها إذا شربه كما يشبع من الطعام إذا أكله والطعم ـ بضم فسكون ـ : الطعام وشفا سقم : أي يزيل المرض ويبرئ العلة, والسقم ـ بضم فسكون وفتحتين ـ هو المرض.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل ماء زمزم في الأداوي والقرب وكان يصب على المرضى ويسقيهم.))
كما في حديث الدعاء بعد الوضوء ( اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ) و دعاءِ النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم طهرني من خطاياي بالماء والثلج والبرد).
[صورة: 942888743.gif]



الرد
شكر من طرف :
#3
جزاك الله خيرا أختى الفاضلة على الإضافة القيمة التى تقف جنبا إلى جنب فى محتواها مع محتوى المقال الأصلي و الهدف منه.
KHAIRI ABDEL GHANI
الرد
شكر من طرف :


التنقل السريع :


يقوم بقرائة الموضوع: بالاضافة الى ( 1 ) ضيف كريم