تحديث آخر نسخة 1.8.37

تقييم الموضوع :
  • 0 أصوات - بمعدل 0
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الطواشي صبيح !
#1
Icon13 
أتيت مصر تبغي ملكها تحسب أن الزمر يا طبل ريح
فساقك الحين إلى أدهم ضاق به عن ناظريك الفسيح
و كل أصحابك أودعتهم بحسن تدبيرك بطن الضريح
ألهمك الله إلى مثلها لعل عيسى منكم يستريح
دار ابن لقمان على حالها و القيد باق ٍ و الطواشي صبيح



الأبيات السابقة أعتقد أنها للشاعر ابن نباتة المصري و هو يوجه حديثه فيها للملك لويس التاسع ملك فرنسا عندما قام بإحدى الحملات على مصر و كان الحاكم ساعتها هو الملك الصالح نجم الدين أيوب.



مات الملك أثناء محاولة الغزو و أخفت زوجته شجرة الدر نبأ موته و قامت هي بمهام الملك و تمضي الحكاية الشهيرة و ينتصر المصريون و يتم أسر لويس التاسع و يُسجن في دار ابن لقمان.



و في الأبيات السالفة الذكر يسخر الشاعر من الملك الذي كان يعتقد أن مصر سهلة المنال و فوجئ بالفرسان و بسالتهم و الخيول القوية،... و سيق جنوده و أتباعه إلى الموت زمرا.



و يدعو عليه بعد أن دفع ذووه الجزية المطالب بها و بعد خروجه من مصر بالخزي و العار الذي لحق به أن يُساق هو كذلك إلى الموت كما دفع به إلى أتباعه و جنوده لعل نبينا العظيم المسيح عيسى بن مريم يستريح من لغطهم و قولهم إنهم يقومون بالحملات الصليبية لنشر المسيحية و ما إلى ذلك من أكاذيب و افتراءات.



لكن يأتي ها هنا سؤال هام وضع دار ابن لقمان و القيد مفهوم و واضح فمن هو الطواشي صبيح هذا بالضبط و لماذا تم وضع اسمه في القصيدة بهذا الشكل ؟!



انتظروا الإجابة في المشاركة القادمة بمشيئة الله.
الرد
شكر من طرف :
#2
عندما تم أسر الملك لويس التاسع ملك فرنسا كان من ضمن عقابه في السجن أن يـُـجلد في اليوم عدد من الجلدات ــ لا أتذكر كم بالضبط ــ و كان يتم جلده عن طريق الطواشي صبيح أحد العساكر في سجن دار ابن لقمان.

كان الملك يتعذب من الجلد نظير ما فعله هو و جنوده و كانت يدا الطواشي صبيح موجعة و إن كانت لا تترك أثرا لا يتم مداوته و كان ينتظر بفارغ الصبر أن يتم دفع الفدية لكي يخرج و يـُـرحم من يدي الطواشي صبيح الجبارتين.

و حدث... و أخيرا خرج لويس من معتقله و عاد إلى بلاده...

و بعد عدة سنوات أراد أن يقوم بحملة أخرى على مصر، و شحن القوات و السفن و الجنود و الأسلحة، و كانت حملة ضخمة و وصل الأمر إلى ملك مصر وقتها و سأله رجاله عما يفعلون لمواجهة هذه الحملة الضخمة هل يشحذون القوات و يرسلون له الجيش ؟

و لكن الملك أجابهم أنه سيرسل إليهم رجلا واحدا فقط ! لا جيش و لا عتاد و لا أسلحة فقط رجل واحد !

و عندما اقتربت قوات لويس من الشاطيء المصري إذا بالجميع يرون ظلا ضخما لرجل يمسك بسوط في يده، و ارتعب لويس فقد عرف هذا الرجل...

إنه الطواشي صبيح الذي كان يذيقه كل ليلة من هذا السوط على جسده و أمر جميع قواته برعب بشحن القوات على السفن و مغادرة الشواطيء المصرية.

ما حدث أن الملك المصري قد أوقف الطواشي صبيح على بناية عالية ممسكا سوطه في يده و سلط عليه ضوء الفنار فبان كظل ضخم و قد عرف أن لويس سيتذكره.

و عاد لويس إلى بلده و لم يفكر بعدها في الرجوع إلى مصر أبدا و لا الاشتراك في حرب عليها.

انظروا إلى العبقرية قبل ظهور الطب النفسي مارسه المصريون قديما في دحر حرب كان ستودي بحياة الكثيرين.

فأين ذهبت هذه العبقرية الآن ؟!
الرد
شكر من طرف :


التنقل السريع :


يقوم بقرائة الموضوع: بالاضافة الى ( 1 ) ضيف كريم