علام تضحكون

[عاشق العندليب]

أعلم أن رأيي هذا سيغضب الكثيرين و لقد ترددت كثيرا قبل كتابته لكني قلت ألا أخشى في الله لومة لائم و أن أتكل على الله و خاصة أنني أعلم أن أغلب الزوار هنا من المحترمين العقلانيين.

طبعا أنا لا أفتي و لا أشكك في الإمام الكبير الحسن البصري رضي الله عنه لكني أتحدث عن التلقائية التي حدثت لي عندما سمعت الحكاية لأول مرة و كلما أسمعها أو أقرؤها أو أتذكرها.

الشباب كانوا يضحكون بصوت عالٍ ربما تجاوزوا الحدود قليلا لكنهم لم يفعلوا منكرا يستحقون عليه أن يقوم الرجل بتوبيخهم بهذه الطريقة فهو جعلهم و جعل كل من يقرأ الحكاية لا يفكر سوى في المصير المجهول الذي سينتظره بعد الموت و جميع البشر بلا استثناء يخشون الموت و الحساب من بعده.

في رأيي كان من الممكن أن يقول لهم بمنتهى الهدوء عندما يضحكون ألا يتجاوزوا الحدود و يضحكون بطريقة مسفـّـة ــ لو أن هذا ما فعلوه ــ لكن أن يجعلهم يخافون هكذا و يجعلهم يبكون و يغتمون بعد الفرح و الحبور فأنا عندما وصلت لنهاية القصة قلت لنفسي بمنتهى التلقائية "و الله حرام عليك يا شيخ ؟!".

الله لم يحرم الضحك و لم يحرم شيئا إلا إذا زاد عن حده و طلب من رسولنا و منا عندما ننصح ألا نكون غلاظا أشداء فقد قال تعالى في سورة آل عمران: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" صدق الله العظيم.

فالله أمر رسوله ألا يكون في أسلوبه الفظاظة و الغلظة بل العكس و أن يستغفر للمؤمنين و المسلمين لكن هذا هو ما شعرته بالضبط عندما قرأت هذه القصة.

الخلاصة أنه لا يوجد أي إنسان في هذه الدنيا لا يخطئ و لا يجب أن نقابل الأخطاء بشكل قاسٍ و خاصة لو كان هذا الخطأ بسيطا هينا فلا أعتقد أن في حالة الشباب أنهم قد ارتكبوا إثما سيدخلهم جهنم و بئس المصير كانوا يضحكون و تصاعدت ضحكاتهم فقط من يقرأ هذه القصة من غير المسلمين سيقول أن الإسلام دين يرفض الضحك و المزاح و الفرح و يطلب من الإنسان أن يكون عابسا باكيا حزينا مع أن الرسول صلى الله عليه و سلم نفسه كان يمازح الناس و أصحابه و أهله و الحكايات في ذلك كثيرة عندما سابق السيدة عائشة رضي الله عنها و عندما مزح مع المرأة العجوز و غيرها الكثير و الكثير.

في النهاية أنا على استعداد لمناقشة أي أحد في حديثي هذا و أسأل الله أن يستغفر لي و لكم و لجميع المسلمين.