تحديث آخر نسخة 1.8.37

تقييم الموضوع :
  • 0 أصوات - بمعدل 0
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
حكـاية كــدبة أبـريـل
#1
Icon10 
علي قدر ما يكره الإنسان صفة الكذب إلا أنه يفاجـأ بالدعابة الناطقة بالكذب في الساعات الأولي من أول أبريل وحتي بعد الظهيرة لكن لم نسأل أنفسنا يوما عن أصل كدبة أبريل حتي نتفادي الوقوع في الفخ الذي إما أن ينتهي ببسمة أو كارثة لأن الكذب مهما لون فهو كذب‏.‏

يقول الباحثون إن في القرون الوسطي كان شهر أبريل فترة شفاعة للمجانين وضعفاء العقول‏,‏ حيث كان يطلق سراحهم أول أبريل ويصلي العقلاء من أجلهم حتي وصف بأنه عيد جميع المجانين الذين لا يحاسبون علي أفعالهم‏.‏ وقيل إن النبي نوح بعد صنعه للسفينة أرسل حمامة للبحث عن مكان ترسو فيه السفينة فجاءت لتنبئه بأن الطوفان وراءها فسخرت منها الحيوانات والطيور واتهمتها بالكذب لأن خبرها كان في أول أبريل‏.‏ وهناك من يرددون رجوع كدبة أبريل إلي عيد روماني قديم هو عيد زحل ويوافق تاريخه اليوم الذي قضته روما تحت حكم العبيد‏,‏ وآخرون يؤكدون أن الفرنسيين هم من ابتدعوا هذه الأكذوبة لأنهم أول أمة مسيحية جعلت أول يناير بدءا للسنة الجديدة بدلا من‏25‏ مارس‏,‏ وكان ذلك في سنة‏1564‏ وكانت أعيادالسنة الجديدة قبل ذلك تختتم أول أبريل وصعب علي الفرنسيين أبطال عيد أول أبريل فأبقوه عيدا للسخرية والضحك وسموه‏(‏ سمكة أبريل‏).‏

ولأن فصل الربيع يصاحب أول أبريل حيث يطيب المرح حتي ولو بالمقالب والحيل صار عيد جميع المجانين والمغفلين ماعدا في أسبانيا لأنه يوم مقدس لديهم وفي ألمانيا لأنه عيد ميلاد بسمارك الزعيم الألماني‏.‏

وتطورت الأكاذيب بتطور ألوان المزاح لدي الملوك والصعاليك فقد حدث أن كارول ملك رومانيا وهو يزور أحد المتاحف في أول أبريل وجد صورة ورقة بنكنوت علي أرض إحدي قاعات المتحف فأنحني إلي الأرض ليلتقطها ولكنها كانت كذبة‏,‏ ومن المهازل أن اشتعلت النار في ذيل ثوب سيدة وهي تسير في الطريق فأخذت تصرخ وتستغيث دون أن يغيثها أحد ظنا أنها كدبة أبريل‏.‏

وقيل إن صحيفة أمريكية نشرت عن تجمع‏5‏ آلاف حمار في فترة معينة وشجعت الناس علي رؤية هذا التجمع بدون تذاكر دخول‏..‏ وذهب الناس في الموعد المحدد فلم يجدوا إلا أنفسهم كدليل الغفلة والضحك لأنه أول أبريل ونظروا حولهم فلم يروا إلا حميرا من جنس الإنسان‏.‏

لكن هل يؤثر ذلك اليوم علي حياة الأبناء؟
مهما كان نوع الكذب أبيض أو أسود فإنه صفة سيئة لا يليق الاتصاف بها كما يقول الدكتور أمير ناشد أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة‏,‏ مشيرا إلي أن الفكاهة واللهو لا يحققان الهدف إلا بالصدق‏...‏ وإيقاع الغير في موقف تحت مسمي كذبة بريئة قد تؤدي إلي عواقب سيئة‏,‏ أولها الشعور بتحقير الطرف الكاذب والاستهزاء بالآخر‏..‏ فالفطنة أمر مطلوب في ذلك اليوم حتي لا يكون له أثر سيئ في نفس صديق أو زميل‏..‏ وعلي الأم التنبيه علي الصغار إلي أن الكذب لا يتلون ولا يحدد له يوم أو لحظة لأن عواقبه مكروهة علي النفس والغير ولا احتفال بالكذب ولا يومه لأن ذلك يبيح للصغير الكذب في أي يوم ويبقي داخله سؤال لماذا يباح في أول أبريل وأعاقب عليه في أي يوم آخر فهو لا يدرك تاريخ هذا اليوم إلا من خلال مواقف يراها ويضحك عليها كشئ جميل لا قبيح‏.‏

وأضاف أن الشعب المصري عرف بالفكاهة والسخرية حتي في المواقف الصعبة لكن مثلما هناك عيد للحب بكل معانيه السامية التي تغرس في الجميع السعادة فيجب أن يكون للصدق عيد أو يوم وليس للكذب‏,‏ وقد تستثمر الأم هذا اليوم في تعويد الأبناء علي توخي الحذر مما يقال والتأكد من صدقه وإعمال العقل وعدم السخرية من الآخرين وتوصية الصغار بعدم إتباع سلوك الآخرين مهما يكن دافعه لمجرد انه يوم في السنة‏,‏ المهم الفعل الذي يطابق القول وأن الصدق أفضل من الكذب‏
.
الرد
شكر من طرف :


التنقل السريع :


يقوم بقرائة الموضوع: بالاضافة الى ( 1 ) ضيف كريم