2009-05-18, 01:43 PM
حالات الاصابة المتزايدة بالسرطان يقابلها ارتفاع قدرة الانسان على معالجتها: اوباما يعلن الحرب على المرض
![[صورة: 1.gif]](http://1eman.com/vb/images/1.gif)
حالات الاصابة المتزايدة بالسرطان يقابلها ارتفاع قدرة الانسان على معالجتها: اوباما يعلن الحرب على المرض
صحيفة القدس - السبت 25-4- 2009م
لندن – – يعد مرض السرطان بانواعه المختلفة اكثر الامراض القاتلة فتكاً بالبشر. والسرطان من الامراض الشائعة في البلدان الفقيرة والغنية بالرغم من ان الدول الغربية الغنية تصرف بلايين الدولارات على الابحاث العلمية الرامية الى فهم انواعه بغرض التوصل الى مكافحته والقضاء عليه.
وتوشك الولايات المتحدة الآن على رصد اموال عامة بمبالغ لم يسبق لها مثيل لشن حرب جديدة الهدف منها القضاء على مرض السرطان. وقد تعهد الرئيس باراك اوباما بالعثور على عقار شاف من السرطان واعلن عن تخصيص مليارات الدولارات لهذه الغاية من الاموال المرصودة حالياً لحفز الاقتصاد الاميركي.
![[صورة: 1900.gif?t=1230749522]](http://i379.photobucket.com/albums/oo233/isaszeka/1900.gif?t=1230749522)
وتذكِر خطته هذه بـ"الحرب على السرطان" التي اعلنها الرئيس الاميركي الراحل ريتشارد نيكسون في العام 1971 في اعقاب هبوط رائدي فضاء اميركيين على سطح القمر. وفي الوقت نفسه اعلنت جمعية خيرية بريطانية هي جمعية ابحاث السرطان في المملكة المتحدة (كانسر ريسيرتش يو كي) انها ستفتتح 20 "مركز امتياز" في مختلف انحاء بريطانيا ضمن اطار برنامج مدته خمس سنوات بتمويل مقداره 5،1 مليار جنيه استرليني الهدف منه اجراء ابحاث متصلة بأنواع السرطان التي يصعب علاجها والتي يعتبر عدد الناجين منها قليلاً.
ونقلت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية السبت عن الرئيس التنفيذي للجمعية المذكورة هاربال كومار قوله ان "ابحاث السرطان تقف على عتبة عهد ذهبي. لقد تحسنت نسب النجاة من جميع انواع السرطان الشائعة تقريباً. ولكن ما زالت هناك تديات كبيرة. اننا بحاجة الى ترسانات اسلحة لمحاربة انواع فردية من السرطان، وقد صار هذا امراً واقعاً".
وقد تضمنت خطة اوباما للحفز تالاقتصادي تخصيص مبلغ 10 مليارات دولار للمعهد القومي للصحة يتوقع ان يتم انفاق مبلغ26،1 مليار دولار منها على ابحاث السرطان.
وذكرت الصحيفة ان اوباما شخصياً فقد والدته بسبب سرطان المبيض وجده لأمه بسرطان البروستات وانه يأمل بأن يحقق نجاحاً في مكافحة هذا المرض يفوق ما حققه برنامج الرئيس نكسون.
ولكن صحيفة "نيويورك تايمز"نشرت تحليلاً قاتماً، كما تقول صحيفة "ذي اندبندنت"، جاء فيه ان نسبة السرطان لم تنخفض في الولايات المتحدة الا بـ 5 في المئة منذ خمسينات القرن الماضي مقارنةً بهبوط في امراض القلب بنسبة 64 في المئة وهبوط في الوفيات الناجمة عن الجلطات بنسبة 74 في المئة.
وتكشف الارقام في بريطانيا عن صورة مماثلة، اذ هبطت نسبة الوفيات بالسرطان بنسبة 17 في المئة بين العام 1977 والعام 2006 مقارنةً بانخفاض الوفيات الناجمة عن امراض القلب والجلطات بنسبة 60 في المئة في اوساط من تقل اعمارهم عن 75 سنة.
ونشرت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية مقالا لمراسلها للشؤون الصحية جيريمي لورانس يقول فيه ان من بين كل 10 اشخاص يعيشون اليوم سيصاب 4 بأحد أنواع مرض السرطان خلال فترة حياتهم. وسنة بعد اخرى، يستمر ارتفاع حوادث الاصابة رغم الجهود الحثيثة للسيطرة عليها، نتيجة تقدم الناس في العمر وعناصر أخرى مثل ارتفاع نسبة السمنة واستهلاك الكحوليات. الا ان الكاتب يقول انه مع ازدياد حالات الاصابة ترتفع قدرة الانسان على معالجتها ايضا.
وقد دلت الدراسات التي اجريت على مرضى السرطان ما بين العامين 1988 و1990 ومرة اخرى بين 1997 و1999 على ان هناك تحسنا ملحوظا في اعداد المرضى الذين شفوا من المرض والذين تمتعوا بفرص حياة مماثلة لفرص حياة بقية الناس. وخلال هذه الفترة مثلا ارتفع عدد المرضى الذين يقدر انهم شفوا من مرض سرطان الامعاء، وهو الاكثر انتشارا بعد سرطان الرئة والثدي، من 42 في المئة الى 49 في المئة. وبالمثل، فان نسب الشفاء من سرطان الرئة، وهو الأصعب علاجا، وسرطان المعدة، وهو الاكثر انحسارا منذ الثلاثينات نتيجة تحسن التغذية، قد ارتفعت من 6 في المئة الى 8 في المئة ومن 15 في المئة الى 18 في المئة على التوالي.
اما امراض السرطان الثلاث الاخرى الاكثر شهرة فهي سرطان الثدي، وهو منتشر بين السيدات، وسرطان البروستات ويشيع بين الرجال وسرطان الجلد وهو اسهلها علاجا.
ويعتبر التشخيص المبكر أهم عناصرالشفاء من السرطان قبل ان ينتشر الى خارج الثدي او الامعاء او البروستات ومعرفة مكان وجوده. ويتطلب علاج الاورام الخبيثة عملية جراحية لازالة خلايا سرطانية والخضوع بعد ذلك الى العلاج الكيمياوي والاشعاعي لتنظيف ما يبقى من خلايا السرطان.
وفي هذا المجال تحقق نجاح حقيقي خلال السنوات الـ30 الماضية مع تحسن واسع في نسب الشفاء. فالجراحة الماهرة شفت من السرطانات اكثر مما شفاه العلاج الكيمياوي او العلاج الاشعاعي مجتمعين.
الا ان العلاج يصبح أكثر صعوبة عندما ينتشر السرطان خارج العضو "الرئيس" مثل الثدي او غدة البروستات الى العظام او الدماغ او الرئة او الكبد. وفي مثل هذه الحالة تنخفض نسبة الشفاء، وكان النجاح فيها خلال العقود الاخيرة مخيبا للامال. فالسرطانات التي تنتشر تصل مرحلة لا تجدي معها الجراحة او العلاج الكيمياوي، ويبقى الدواء العلاج الوحيد.
وعليه فان "الشفاء" من السرطان يعتمد اذن في نهاية المطاف على انتاج ادوية ذات فاعلية. وهذا يعتمد على ادراك الية المرض على مستوى المساميات. ورغم عقود من الابحاث وصرف مليارات الجنيهات فان النجاح ظل محدودا.
وعندما انتج عقار "هيرسيبتين" في العام 2006 هلل الجميع باعتباره تقدما رئيسا في معالجة مرض الثدي، الا انه تسبب في ابقاء المريض على قيد الحياة لاشهر وليس لسنوات. وقد اعتبر على انه تقدم رئيس لانه حتى على ضوء محدودية الفوائد منه، فانه كان تحسنا مثيرا للاهتمام بالنسبة الى العقاقير الاخرى.
اما الفوائد المستقبلية فسيحققها المزيد من الابحاث في طبيعة المرض. وقد قال البروفيسور في جامعة اكسفورد سير ريتشارد بيتو، وهو من ابرز علماء بريطانيا في ابحاث السرطان، ان "هناك دلائل واقعية على معرفة بيولوجيا السرطان بطريقة أفضل. وفي هذه الفترة يمكننا ان ندرك الآليات التي تختلف فيها خلايا السرطان عن الخلايا العادية، مما يفتح ابواب فرص العلاج نتيجة ذلك".
ويقول الكاتب ان السرطان ليس مرضا منفردا، وتعهد الرئيس اوباما بعلاجه قد يحمل في طياته البساطة الى حد بعيد. فهناك 200 نوع مختلف من السرطان تقريبا، ومع التعمق في عملية فهم آلياته، فان ما يعتبر اليوم سرطانا منفردا مثل سرطان الثدي قد تكشف الايام المقبلة انه مجموعة من السرطانات المختلفة، يعالج كل منها بعقار مختلف حسب طبيعته المختلفة على مستوى الجزيء منه.
ويختتم مقاله قائلا: "ليس هناك رصاصة سحرية ستشفى كل السرطانات. فالجهود المكثقة في الولايات المتحدة وبريطانيا لمكافحة المرض ستستمر وستكون صعبة. ولقد وعد اوباما بعلاج السرطان "خلال حياتنا"، ولعل عليه ان يعيش حتى سن الشيخوخة".
حالات الاصابة المتزايدة بالسرطان يقابلها ارتفاع قدرة الانسان على معالجتها: اوباما يعلن الحرب على المرض
صحيفة القدس - السبت 25-4- 2009م
لندن – – يعد مرض السرطان بانواعه المختلفة اكثر الامراض القاتلة فتكاً بالبشر. والسرطان من الامراض الشائعة في البلدان الفقيرة والغنية بالرغم من ان الدول الغربية الغنية تصرف بلايين الدولارات على الابحاث العلمية الرامية الى فهم انواعه بغرض التوصل الى مكافحته والقضاء عليه.
وتوشك الولايات المتحدة الآن على رصد اموال عامة بمبالغ لم يسبق لها مثيل لشن حرب جديدة الهدف منها القضاء على مرض السرطان. وقد تعهد الرئيس باراك اوباما بالعثور على عقار شاف من السرطان واعلن عن تخصيص مليارات الدولارات لهذه الغاية من الاموال المرصودة حالياً لحفز الاقتصاد الاميركي.
وتذكِر خطته هذه بـ"الحرب على السرطان" التي اعلنها الرئيس الاميركي الراحل ريتشارد نيكسون في العام 1971 في اعقاب هبوط رائدي فضاء اميركيين على سطح القمر. وفي الوقت نفسه اعلنت جمعية خيرية بريطانية هي جمعية ابحاث السرطان في المملكة المتحدة (كانسر ريسيرتش يو كي) انها ستفتتح 20 "مركز امتياز" في مختلف انحاء بريطانيا ضمن اطار برنامج مدته خمس سنوات بتمويل مقداره 5،1 مليار جنيه استرليني الهدف منه اجراء ابحاث متصلة بأنواع السرطان التي يصعب علاجها والتي يعتبر عدد الناجين منها قليلاً.
ونقلت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية السبت عن الرئيس التنفيذي للجمعية المذكورة هاربال كومار قوله ان "ابحاث السرطان تقف على عتبة عهد ذهبي. لقد تحسنت نسب النجاة من جميع انواع السرطان الشائعة تقريباً. ولكن ما زالت هناك تديات كبيرة. اننا بحاجة الى ترسانات اسلحة لمحاربة انواع فردية من السرطان، وقد صار هذا امراً واقعاً".
وقد تضمنت خطة اوباما للحفز تالاقتصادي تخصيص مبلغ 10 مليارات دولار للمعهد القومي للصحة يتوقع ان يتم انفاق مبلغ26،1 مليار دولار منها على ابحاث السرطان.
وذكرت الصحيفة ان اوباما شخصياً فقد والدته بسبب سرطان المبيض وجده لأمه بسرطان البروستات وانه يأمل بأن يحقق نجاحاً في مكافحة هذا المرض يفوق ما حققه برنامج الرئيس نكسون.
ولكن صحيفة "نيويورك تايمز"نشرت تحليلاً قاتماً، كما تقول صحيفة "ذي اندبندنت"، جاء فيه ان نسبة السرطان لم تنخفض في الولايات المتحدة الا بـ 5 في المئة منذ خمسينات القرن الماضي مقارنةً بهبوط في امراض القلب بنسبة 64 في المئة وهبوط في الوفيات الناجمة عن الجلطات بنسبة 74 في المئة.
وتكشف الارقام في بريطانيا عن صورة مماثلة، اذ هبطت نسبة الوفيات بالسرطان بنسبة 17 في المئة بين العام 1977 والعام 2006 مقارنةً بانخفاض الوفيات الناجمة عن امراض القلب والجلطات بنسبة 60 في المئة في اوساط من تقل اعمارهم عن 75 سنة.
ونشرت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية مقالا لمراسلها للشؤون الصحية جيريمي لورانس يقول فيه ان من بين كل 10 اشخاص يعيشون اليوم سيصاب 4 بأحد أنواع مرض السرطان خلال فترة حياتهم. وسنة بعد اخرى، يستمر ارتفاع حوادث الاصابة رغم الجهود الحثيثة للسيطرة عليها، نتيجة تقدم الناس في العمر وعناصر أخرى مثل ارتفاع نسبة السمنة واستهلاك الكحوليات. الا ان الكاتب يقول انه مع ازدياد حالات الاصابة ترتفع قدرة الانسان على معالجتها ايضا.
وقد دلت الدراسات التي اجريت على مرضى السرطان ما بين العامين 1988 و1990 ومرة اخرى بين 1997 و1999 على ان هناك تحسنا ملحوظا في اعداد المرضى الذين شفوا من المرض والذين تمتعوا بفرص حياة مماثلة لفرص حياة بقية الناس. وخلال هذه الفترة مثلا ارتفع عدد المرضى الذين يقدر انهم شفوا من مرض سرطان الامعاء، وهو الاكثر انتشارا بعد سرطان الرئة والثدي، من 42 في المئة الى 49 في المئة. وبالمثل، فان نسب الشفاء من سرطان الرئة، وهو الأصعب علاجا، وسرطان المعدة، وهو الاكثر انحسارا منذ الثلاثينات نتيجة تحسن التغذية، قد ارتفعت من 6 في المئة الى 8 في المئة ومن 15 في المئة الى 18 في المئة على التوالي.
اما امراض السرطان الثلاث الاخرى الاكثر شهرة فهي سرطان الثدي، وهو منتشر بين السيدات، وسرطان البروستات ويشيع بين الرجال وسرطان الجلد وهو اسهلها علاجا.
ويعتبر التشخيص المبكر أهم عناصرالشفاء من السرطان قبل ان ينتشر الى خارج الثدي او الامعاء او البروستات ومعرفة مكان وجوده. ويتطلب علاج الاورام الخبيثة عملية جراحية لازالة خلايا سرطانية والخضوع بعد ذلك الى العلاج الكيمياوي والاشعاعي لتنظيف ما يبقى من خلايا السرطان.
وفي هذا المجال تحقق نجاح حقيقي خلال السنوات الـ30 الماضية مع تحسن واسع في نسب الشفاء. فالجراحة الماهرة شفت من السرطانات اكثر مما شفاه العلاج الكيمياوي او العلاج الاشعاعي مجتمعين.
الا ان العلاج يصبح أكثر صعوبة عندما ينتشر السرطان خارج العضو "الرئيس" مثل الثدي او غدة البروستات الى العظام او الدماغ او الرئة او الكبد. وفي مثل هذه الحالة تنخفض نسبة الشفاء، وكان النجاح فيها خلال العقود الاخيرة مخيبا للامال. فالسرطانات التي تنتشر تصل مرحلة لا تجدي معها الجراحة او العلاج الكيمياوي، ويبقى الدواء العلاج الوحيد.
وعليه فان "الشفاء" من السرطان يعتمد اذن في نهاية المطاف على انتاج ادوية ذات فاعلية. وهذا يعتمد على ادراك الية المرض على مستوى المساميات. ورغم عقود من الابحاث وصرف مليارات الجنيهات فان النجاح ظل محدودا.
وعندما انتج عقار "هيرسيبتين" في العام 2006 هلل الجميع باعتباره تقدما رئيسا في معالجة مرض الثدي، الا انه تسبب في ابقاء المريض على قيد الحياة لاشهر وليس لسنوات. وقد اعتبر على انه تقدم رئيس لانه حتى على ضوء محدودية الفوائد منه، فانه كان تحسنا مثيرا للاهتمام بالنسبة الى العقاقير الاخرى.
اما الفوائد المستقبلية فسيحققها المزيد من الابحاث في طبيعة المرض. وقد قال البروفيسور في جامعة اكسفورد سير ريتشارد بيتو، وهو من ابرز علماء بريطانيا في ابحاث السرطان، ان "هناك دلائل واقعية على معرفة بيولوجيا السرطان بطريقة أفضل. وفي هذه الفترة يمكننا ان ندرك الآليات التي تختلف فيها خلايا السرطان عن الخلايا العادية، مما يفتح ابواب فرص العلاج نتيجة ذلك".
ويقول الكاتب ان السرطان ليس مرضا منفردا، وتعهد الرئيس اوباما بعلاجه قد يحمل في طياته البساطة الى حد بعيد. فهناك 200 نوع مختلف من السرطان تقريبا، ومع التعمق في عملية فهم آلياته، فان ما يعتبر اليوم سرطانا منفردا مثل سرطان الثدي قد تكشف الايام المقبلة انه مجموعة من السرطانات المختلفة، يعالج كل منها بعقار مختلف حسب طبيعته المختلفة على مستوى الجزيء منه.
ويختتم مقاله قائلا: "ليس هناك رصاصة سحرية ستشفى كل السرطانات. فالجهود المكثقة في الولايات المتحدة وبريطانيا لمكافحة المرض ستستمر وستكون صعبة. ولقد وعد اوباما بعلاج السرطان "خلال حياتنا"، ولعل عليه ان يعيش حتى سن الشيخوخة".
============
المصدر: صحيفة القدس - السبت 25-4- 2009م