تحديث آخر نسخة 1.8.37

تقييم الموضوع :
  • 0 أصوات - بمعدل 0
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الثقة بالنفس أول طريق النجاح
#6
بماذا تشعر أخى الإنسان عندما تلج مكانا جديدا عليك محوطا بمشاعر التوقير و الإجلال
و الحترام و الإكبار فى النفوس ؟ لا شك أنك ستشعر بالفخر و العزة و لابد أن تشكر
باريك من اعماقك على هذا الكريم . فما بالك إذا كان هذا التكريم هو اول ما قوبل به
أبينا آدم من قبل الخلائق أجمعين إذ سجدوا له تحية إكبارا على عظيم صنع الله إلا
واحد حاقد عزم منذ اللحظة الأولى على هدم هذا العز و على غزو حصون مجدنا
بزعزعة إيماننا بربنا و كان من الواضح له منذ اللحظة الأولى أنه لكي يحقق هذا
الهدف الكبير فلابد بأن يبدأ بهدف اقل خطورة الا و هو زعزعة إيماننا بمكانتانا
و قدرتنا و بالتالي لجؤئنا غلى هذا الابليس اللعين و أعوانه حتى نستعيض منه مما
نتوهم اننا افتقدناه. ألم يستمع أبوينا لنصائحه النكراء و تشككا فى مكانتهما عند ربها
فعزما على حفظ هذه المكانة بالأكل من الشجرة المحرمة . فماذا ياترى كانت النتيجة ؟
انكسارا تلو انكسار فما أن انكسرا أمام الشيطان و اطاعاه حتى عوقبا بانكسار أقسى
و أشد و محنة ما بعدها محنة حينما نزلا من الفردوس إلى مجاهل الأرض الغضة.
و أين ذهب ناصحهما الرجيم ؟ لقد ما فتىء يلجئنا إلى السحر و الخرافات ايعازا منه
بأن فى ذلك تدعيما لمكانتنا و تغلبا على المجاهل المحيطة بنا .
أو نسيت ايها الإنسان أن الله سبحانه حينما خلق هذا العقل الذى تحمله على كاهلك
أقسم بذاته _ و اى ذات هى حتى يقسم بها و من تكون انت حتى يقسم لك بذاته إن
لم تكن كريما مكرما عنده!_ فقال و عزتى و جلالى ما خلقت خلقا أعز عليا منك.
فياله من تكريم و يالها من مهانة أن نحمل هذا الكريم و نقدمه قربانا على مذابح
ألاعيب إبليس اللعين بإصرارانا على معصية بارينا. فكل معصية هى انكسار و كل
انكسار هو ذل و خيبة و كل خيبة هى انعدام للثقة بالنفس و القدر و المصير.
أيها الإنسان انت كريم عند ربك و قدرك بيدك لا بيد زيد و لا عمرو فقد عاهد الله نفسه
انه " يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب " و القدر يرد بالدعاء و العمل كما
فى الأثر . فمستقبلنا ليس شيئا ينبغى انتظاره بل هو شىء يتيعن إنجازه . فهيا شمر
عن ساعد الجد فمن اجلك خلق هذا الكون بنجومه و مجراته و إذا انتهت حياتك
قامت قيامة كل هذا العالم الفسيح من حولك ألا يكفيك ذلك دليلا على أنك محور
الخليقة فتزداد بذلك عزما على تبوأ مكانتك الكريمة فى الكون.
لقد ما فتىء أهل العلم ينكرون إيمانهم بالله و يؤمنون بالتنظيم الميكانيكي للكون حتى
أظهر الله آياته على أيديهم على جحودهم إياها فأصبحوا يعلنون عن إيمانهم
بالمبدأ الإنسانيAnthropic Principle و الذى بمقتضاه يوجد فى الكون توازن
دقيق جدا للحفاظ على الإطار الهش الذى يحمى حيواتنا من الانهيار . ليس فقط ذلك
بل إن الميكانيكا الكمومية Quantum Mechanics التى تقوم عليها كل العلوم
الذرية الحديثة تشير صراحة إلى أن سلوك الالجسيمات دون الذرية
( و هى أبسط مكونات المادة - و التى تحكم كل التفاعلات غير الحيوية )
مرتبطة أرتباطا وثيقا بالمراقب الحي الذى هى الإنسان و غياب هذا المراقب
يعني انتفاء الظاهرة حتى أعلن جون أرشيبالد ويلر أحد كبار رجلالت الفيزياء
فى القرن العشرين أنه لا وجود لظاهرة حتى تكون مرصودة . أى حتى تكون
انت أيها الإنسان موجودا لترى هذه الظاهرة . فهذا المسرح الكونى الكبير بنجومه
و مجراته و جباله و قفاره و مروجه و أنهاره من اجلك انت و من اجل عزك
و تكريما لك . فهل مازال لديك شك فى قدراتك و فى إيمانك بنفسك و ربك
و حرصك على تأكيدك بجدراتك لهذا المكانة؟
أيها الأخت الفاضلة إيمان بوركت فى الأرضين و السماوات و جزال الله
خيرا على إثارة أفضل ما فى انفسنا من إيماننا بربنا و بأنفسنا فاللهم ثبتنا على الإيمان
KHAIRI ABDEL GHANI
الرد
شكر من طرف :


الردود في هذا الموضوع
Re: الثقة بالنفس أول طريق النجاح - بواسطة don_quijote - 2007-10-20, 09:56 PM

التنقل السريع :


يقوم بقرائة الموضوع: بالاضافة الى ( 1 ) ضيف كريم