تحديث آخر نسخة 1.8.37

تقييم الموضوع :
  • 0 أصوات - بمعدل 0
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الثقة بالنفس أول طريق النجاح
#1
ما رأيت أروع للنفس من السباق نحو المعالي ! ولا شهدت لها حالاً أفضل ولا أحسن من بلوغ المجد في زمن التواني ! لقد جاء الله بنا لعمارة الأرض ، واستخلفنا فيها لذلك الهدف العظيم : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) والمتأمّل في النفس الإنسانية يجد أن الله تعالى أودع فيها قدرات فوصلت ببعضنا إلى أن نصبت أقدامهم على سطح القمر في ضحى النهار وأعلنت حين وصلت هناك أنه ليس ثمة حدود في الكون تقصر عنها قدرات هذه النفس البشرية مهما كانت العوائق في سبيلها كبيرة أو قوية ، والناظر في تاريخ الإنسان يجد أن البداية واحدة لكل فرد منّا ، وليس على ذلك برهان أقوى من صراخنا جميعاً حين نلج إلى عالم الأرض الفسيح ، لكن الأمر الذي لا يحتاج إلى برهان هو أن النهاية مختلفة إلى حد بعيد في حياة بعضنا البعض . إن النجاح في الحياة همّ يؤرّق الناجحين وحدهم ، وشعور يتألق بهم في عالم الحياة فيجعل منهم آخرين على مساحات هذا الكون الفسيح ، وصدق الرافعي حين قال : إذا لم تزد على الدنيا كنت زائداً عليها ، وعبر هذه المساحة المتتابعة بإذن الله تعالى سنصل وإياك إلى ما نريد ، وأجزم إن شاء الله إن كنت على الخطو أن تهنأ بحياة حافلة بالنجاح وذلك ما نتمناه :

لن يتحقق النجاح في عالم الواحد منّا ما لم نؤمن إيماناً صادقاً ويقينياً أننا أهل لذلك النجاح ، إن العامل النفسي مهم للغاية في إقناع نفوسنا بتحقيق معالم نجاحها في الحياة ، ومالم نصل إلى أعماق نفوسنا فنثق بها ، ونهتف بتميزها ، ونكتب في قرارها أننا من الناجحين لن نحقق شيئاً في مثل هذا العالم الطموح ، وهذه بداية الطريق ومن لم يحسن البداية فلن تكون له نهاية ولذلك قيل : أضخم المعارك في حياة الإنسان تلك التي يقضيها الإنسان مع نفسه، وعندما تبدأ معركة المرء بينه وبين نفسه فهو عندئذ شخص يستحق الذكر. لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عالم يتعلق بالشجر ، ويسجد للحجر ، ويؤلّه التمر واللبن ، فوقف على الصفا وأعلن الرحلة من هناك ، وواجه بمفرده جيوش الباطل ، وظل يناضل عن رسالته ، ويجهد في تحقيق أهدافه ، ولم يهتف به الموت حتى قلب موازين التاريخ ، وغيّر معالم القيم في حياة تلك المجتمعات التي خاض التجربة فيهم ، وأعاد أولئك الأفراد من تيه الطريق إلى غاية العبيد ، وفي ثنايا الطريق دميت عقبيه ، وكسرت رباعيته ، وثُلم وجهه ، ووضع سلى الجزور على ظهره ، وإنما تضعف الهمم حين لا تقوى على تجاوز الصعاب ، وظل كثير من الناجحين على نفس الطريق ، فتجاوزوا كل ما يمكن أن يحول بينهم وبين النجاح ، وليس أوضح على ذلك من ابن الأثير فقد كتب كتابه جامع الأصول وهو مقعد ، ودوّن ابن القيم كتابه زاد المعاد وهو في طريق السفر ، وهتفت بابن الجوزي حتى طالع عشرين ألف مجلد وهو لا زال في أيام الطلب ، واختار سف الكعك على مضغه لتفاوت ما بينهما ، وهكذا يظل النجاح حليف من أقنع نفسه بحياة الناجحين واللحاق بهم ، وشاهد التاريخ الحاضر كثير ، خاضه حتى من لم يعرف طريق الإسلام بعد ، ودوّنت سيرهم أروع التحديات ، ومن هؤلاء إبراهام لنولكن صارع الحياة صراعاً غريباً ، وناضل من أجل النجاح نضالاً عجيباً ، وركل كل معوقات الفشل بقدميه حتى وصل إلى ما يريد ، ناهيك عن أماني المؤمن ورغباته ، وعزه الحقيقي وجاهه : هذا الرجل أراد أن يشارك في صنع القرار على مستوى بلاده فشارك في بدايته في مجال الأعمال وأخفق وهو في الحادية والعشرين من عمره ، ولكنه لم يلبث أن عادة مرة أخرى فقدّم نفسه للانتخابات التشريعية وهو في الثانية والعشرين من عمره وأخفق مرة ثانية ، وعاد ثالثة مساهماً في مجال الأعمال وهو في الرابعة والعشرين من عمره ولم يكن التوفيق حليفه ، وتعرّض كما يتعرّض من يريد المجد إلى هزات قوية في حياته فأصيب بانهيار عصبي وهو في السابعة والعشرين من عمره ، ولم يلبث أن قام مرة أخرى محاولاً في طريق أكبر من سابقه مشاركاً في انتخابات الكونجرس وهو في الرابعة والثلاثين فلم يبرح عن محاولاته السابقة ، وقام من تلك الكبوة ليعيد نفسه مرة أخرى في نفس المحاولة وهو في السادسة والثلاثين من عمره فلم يتحقق له شيء ، وفي الخامسة والأربعين شارك في انتخابات مجلس الشيوخ وكانت كسابقتها ، وفي التاسعة والأربعين من عمره أعاد الكرة في انتخابات مجلس الشيوخ وخسر كذلك ، وأخيراً وبعد ثلاثين عاماً من التجربة ، والإخفاق تم انتخابه رئيساً للولايات المتحدة وهو في الثانية والخمسين من عمره . وهكذا يظل النجاح أمنية مستعصية في بدايتها ، لكنها سرعان ما تلين لأصحاب الهمم وتذعن لهم من جديد . وخرج أديسون من مدرسته يعيّر بالفشل والغباء ، فأكب على التجربة بنفسه ، وظل يعاصر الحياة بمفرده ، وبعد 999 محاولة في موضوع الكهرباء أضاء الدنيا بأسرها ، وكتب يقول عن العبقرية إنها (1%) إلهام ، و ( 99% ) عرق جبين .


مسلم ياجبال لن تقهريني صارمي قاطع وعزمي حديد
لا أبالي ولو أقيمت بدربي وطريقي حواجز وسدود

يقول محمد أحمد الراشد : كن حمّالاً في السوق ، لكن قرّر مع أول خطوة لك فيه أن تصير تاجراً أو عقارياً أو مدير شركة فستصل بإذن الله ، المهم تصميمك . وقال في موضع آخر وهو يتحدث عن زرع الأمل في النفس بقوله : وفي هذا المنعطف يجفل الراهب فيدعي عجزاً ، ويقول تريد مني أن أكون فقيهاً وليس جدي مالكاً ولا الشافعي ، وتطلبون أن أتغنى بالشعر وما ولدني المتنبي ولا البحتري ، وتتمنون أن ألوك الفلسفة وليس جاري سقراط ، فمن أين يأتي لي الإبداع ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : الناس كإبل مئة لا تكاد تجد فيها راحلة ؟ فنقول : نعم نريد ونطلب ونتمنى ، ونظن ، ونجزم ، ولا وجه لا ستضعافك نفسك ، وقد أعطاك الله ذكاءً ونسباً ، فلم لا تتعلّم السهر وتطلب الفصاحة . اهـ ، ورحم الله إقبال حين قال : لقد هبّت علىّ نفحة من نسيم السحر في الصباح الباكر وناجتني وقالت لي : إن الذي عرف نفسه وعرف قيمته ومركزه لا يليق به إلا عروش المجد . وقال في موضع آخر وهو يناديك أنت من بين كل الناس : فيارجل البادية ! وياسيد الصحراء ! عُد إلى قوتك وعزتك ، وامتلك ناصية الأيام ، وخذ بعنان التاريخ ، وقد قافلة البشرية إلى الغاية العظمى .

وأخيراً أخي القارئ الكريم :
تنمية الذات مفهوم غائب عن أوساط الكثير منا ، وحين نحسن الحديث فيه أو الدندنة حوله يمكن لنا أن نجترّ كثيراً مما لم يزال لم يحلم بعد ، وهذه الأسطر نفثة في عالم ذواتنا الفسيح ، وفي النفس نفاث أخرى ستخرج تباعاً بإذن الله تعالى ، فقط لا يحسن بك أن تقرأ مقالتي القادمة دون أن تتروّح النجاح وأنت على مسافات بعيدة منه ، وحينئذ يمكن لك أن تتابع وتستفيد .



منقووووووووووووووووووووووووووول
[صورة: 942888743.gif]



الرد
شكر من طرف :
#2
موضوع رائع وكلمة شكر ليست كافية
فبكل شكر وتقدير تقبلى مرورى
الرد
شكر من طرف :
#3
موضوع فى غاية الابداع أختى جزاكى الله كل خير
الرد
شكر من طرف :
#4
نورتوا الموضوع..........................شكرا لكم
[صورة: 942888743.gif]



الرد
شكر من طرف :
#5
Icon12 
أحسنت الآخت العزيزة فى نقل هذا المقال فهو بحق يحمل دعوا ومعنى
من أهم المعانى التى نادى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر
صلى الله عليه وسلم فى الحديث الشريف

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأصحابه لما رجعوا من غزوة تابوك
( رجعنا من الجهاد الأصغر ، إلى الجهاد الأكبر )
قالوا : وهل هناك جهاد أعظم من جهاد الكفار ؟ قال :
( نعم . جهاد النفس )

فلو تحقق هذا الجهاد كان يسيرا على المؤمن أن يكون واثق النفس
فلن يتحقق الأدنى قبل الأعلى ويبقى بعد ذلك مجال الإجتهاد الذى
يعلوا مقاما لو كان فى خدمة الناس
وفقك المولى إلى ما فيه جهاد نفسك وإعتصامك بطريق الإيمان
[صورة: egypt_44.jpg]
الرد
شكر من طرف :
#6
بماذا تشعر أخى الإنسان عندما تلج مكانا جديدا عليك محوطا بمشاعر التوقير و الإجلال
و الحترام و الإكبار فى النفوس ؟ لا شك أنك ستشعر بالفخر و العزة و لابد أن تشكر
باريك من اعماقك على هذا الكريم . فما بالك إذا كان هذا التكريم هو اول ما قوبل به
أبينا آدم من قبل الخلائق أجمعين إذ سجدوا له تحية إكبارا على عظيم صنع الله إلا
واحد حاقد عزم منذ اللحظة الأولى على هدم هذا العز و على غزو حصون مجدنا
بزعزعة إيماننا بربنا و كان من الواضح له منذ اللحظة الأولى أنه لكي يحقق هذا
الهدف الكبير فلابد بأن يبدأ بهدف اقل خطورة الا و هو زعزعة إيماننا بمكانتانا
و قدرتنا و بالتالي لجؤئنا غلى هذا الابليس اللعين و أعوانه حتى نستعيض منه مما
نتوهم اننا افتقدناه. ألم يستمع أبوينا لنصائحه النكراء و تشككا فى مكانتهما عند ربها
فعزما على حفظ هذه المكانة بالأكل من الشجرة المحرمة . فماذا ياترى كانت النتيجة ؟
انكسارا تلو انكسار فما أن انكسرا أمام الشيطان و اطاعاه حتى عوقبا بانكسار أقسى
و أشد و محنة ما بعدها محنة حينما نزلا من الفردوس إلى مجاهل الأرض الغضة.
و أين ذهب ناصحهما الرجيم ؟ لقد ما فتىء يلجئنا إلى السحر و الخرافات ايعازا منه
بأن فى ذلك تدعيما لمكانتنا و تغلبا على المجاهل المحيطة بنا .
أو نسيت ايها الإنسان أن الله سبحانه حينما خلق هذا العقل الذى تحمله على كاهلك
أقسم بذاته _ و اى ذات هى حتى يقسم بها و من تكون انت حتى يقسم لك بذاته إن
لم تكن كريما مكرما عنده!_ فقال و عزتى و جلالى ما خلقت خلقا أعز عليا منك.
فياله من تكريم و يالها من مهانة أن نحمل هذا الكريم و نقدمه قربانا على مذابح
ألاعيب إبليس اللعين بإصرارانا على معصية بارينا. فكل معصية هى انكسار و كل
انكسار هو ذل و خيبة و كل خيبة هى انعدام للثقة بالنفس و القدر و المصير.
أيها الإنسان انت كريم عند ربك و قدرك بيدك لا بيد زيد و لا عمرو فقد عاهد الله نفسه
انه " يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب " و القدر يرد بالدعاء و العمل كما
فى الأثر . فمستقبلنا ليس شيئا ينبغى انتظاره بل هو شىء يتيعن إنجازه . فهيا شمر
عن ساعد الجد فمن اجلك خلق هذا الكون بنجومه و مجراته و إذا انتهت حياتك
قامت قيامة كل هذا العالم الفسيح من حولك ألا يكفيك ذلك دليلا على أنك محور
الخليقة فتزداد بذلك عزما على تبوأ مكانتك الكريمة فى الكون.
لقد ما فتىء أهل العلم ينكرون إيمانهم بالله و يؤمنون بالتنظيم الميكانيكي للكون حتى
أظهر الله آياته على أيديهم على جحودهم إياها فأصبحوا يعلنون عن إيمانهم
بالمبدأ الإنسانيAnthropic Principle و الذى بمقتضاه يوجد فى الكون توازن
دقيق جدا للحفاظ على الإطار الهش الذى يحمى حيواتنا من الانهيار . ليس فقط ذلك
بل إن الميكانيكا الكمومية Quantum Mechanics التى تقوم عليها كل العلوم
الذرية الحديثة تشير صراحة إلى أن سلوك الالجسيمات دون الذرية
( و هى أبسط مكونات المادة - و التى تحكم كل التفاعلات غير الحيوية )
مرتبطة أرتباطا وثيقا بالمراقب الحي الذى هى الإنسان و غياب هذا المراقب
يعني انتفاء الظاهرة حتى أعلن جون أرشيبالد ويلر أحد كبار رجلالت الفيزياء
فى القرن العشرين أنه لا وجود لظاهرة حتى تكون مرصودة . أى حتى تكون
انت أيها الإنسان موجودا لترى هذه الظاهرة . فهذا المسرح الكونى الكبير بنجومه
و مجراته و جباله و قفاره و مروجه و أنهاره من اجلك انت و من اجل عزك
و تكريما لك . فهل مازال لديك شك فى قدراتك و فى إيمانك بنفسك و ربك
و حرصك على تأكيدك بجدراتك لهذا المكانة؟
أيها الأخت الفاضلة إيمان بوركت فى الأرضين و السماوات و جزال الله
خيرا على إثارة أفضل ما فى انفسنا من إيماننا بربنا و بأنفسنا فاللهم ثبتنا على الإيمان
KHAIRI ABDEL GHANI
الرد
شكر من طرف :


التنقل السريع :


يقوم بقرائة الموضوع: بالاضافة الى ( 1 ) ضيف كريم