تحديث آخر نسخة 1.8.37

تقييم الموضوع :
  • 0 أصوات - بمعدل 0
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
طائر ذبيح
#1
موشّح الانصراف

طيَّر النومَ، غزالٌ، من عيوني
رائقُ الوجهِ، صَبوحُ
أكحلُ العينين، مربوعٌ، فصيحُ
في بلادٍ، رمزُها،
أوراقُ تلك الشَجَرةْ
ركض العازفُ نحو القاعِ،
يَجْترُّ نشيداً من هُمومْ
هذه الأغصانُ تصفرُّ،
إذا جاء الخريف العذْبُ، باحتْ، أو تبوحُ
ثم تحمرُّ، ويغشاها ضبابُ السَحَرةْ
لم يكن غير نشيدٍ رعويٍّ، وقديمْ
ثمّ هاج البحر في أطرافها السُفلى
وحكّتْني جُروحُ
أمسكتْ غُصناً قديماً، ناشفاً،
ملَّ من النوم العتيقْ
دعكتْ أنحاءَهُ بالعطرِ،
فاخضرّتْ سفوحُ
سخسخ الكاحلُ فوق الرمل،
مأسوراً، أنيقْ
كبكبَ العاشقُ زيتاً في الحريقْ
فتدفّقتُ كأنّي طائرٌ من فلسطينَ،
على الرمل، ذبيحُ
وأنا أغرق في باب المضيقْ
قُمتُ مَرْمغتُ جديلاً، فإذا الأوتارُ،
تشكو وتنوحُ
طيَّر النومَ، غزالٌ، من عيوني
رائقُ الوجهِ، صَبوحُ
أكحلُ العينينِ، مربوعٌ، فصيحُ
قال: عجّلْ، إنّ أسراري تفوحُ
ثمَّ مرّ الغيم، قرب النافذة
فأضاء العتمة البيضاء،
واحمرّتْ عيونٌ طاهرةْ
شمسُها تحرق كوناً، وأنا
يا أيّها البارعُ، موجوعٌ، طريحُ
فطلبتُ المغفرةْ
غير أنّي، فوقها
في العشق، كما السحابُ الجَموحُ
ثمّ صَحّتْني على صوت الطيور النافرة
لم أجدْ في الروح، روحاً
لم يكنْ في الروح، روحُ
فانثروني،
ففضاءُ اللهِ، مفتوحٌ، فسيحُ
طيَّرَ النومَ،
غزالٌ،
من عيوني
رائقُ الوجه صَبوحُ
أكحلُ العينين، مربوعٌ، فصيحُ.


دي.. يا حصاني.. دي

-دي... يا حصاني... دي:
ذَهَبٌ عُرْفٌ هذا الحصانِ،
حوافرهُ فضّةٌ، أو جُمانْ.
مرّةً، أشعلَ القلبَ، بالبوحِ؛
غارتْ طيور الشُقوقْ
ويكلّمني خِلسةً، قصصاً
من قديم الزمانْ.
لا امرؤُ القيسِ يفهم لُغْزي،
ولا لغتي، ولأنَ المسيحْ
جارُنا في الكروم، على السفحِ
مرجٌ من الأقحوانْ
لن يوافقَ أنْ أكشفَ السرَّ
في لحظةٍ من نبيذْ
وأبو الطيّب المتنبّي،
غبارٌ كشائعةٍ، لم يكن عاشقاً؛
كان نصفينِ، لا يستفيقْ
فوق كرسيّه العتيقْ:
واحدٌ كان كافورُ،
قد صاغه كالرقيقْ
ثمَّ نصفٌ يغنّي العراق الشقيقْ.
-دي... يا حصاني... دي:
أيّها الطفلُ،
نحن نعيش على هامش النصِّ،
لا وقت للأحصنةْ
-دي... يا حصاني... دي:
أيّها الطفلُ،
إنّ أباكَ الطريدَ،
يُفتّش عن سوسنةْ
في ثنايا الكلام، تُحاصره الألسنةْ.
-دي.. يا حصاني... دي:
أيها الطفلُ،
إنّ أباكَ، الذي فصلوه من الجامعةْ
طافحٌ بهموم الثريدْ
في مدينة هذي الجسور الجميلة، والرائعةْ
ينبغي أن يفكّ الرموزَ،
التي سَوَّرتْ كل أرجاء هذي الحدود.
-دي... يا حصاني... دي:
أيّها الطفل،
شيخٌ ينبّشُ في الشعر،
عن لون هذا التراب،
إذا كان كالدم يركضُ،
قبل المغيب، كما الأرجوانْ.
أيها الطفلُ،
شيخٌ يفتّشُ عن لون هذي العصافير،
إنْ مال لون الجناحين،
للحُمرة الدمويّة، فوق غصون المكانْ
أيّها الطفلُ،
شيخٌ يصوغ التقارير عنكَ،
فجهّزْ رحيلكَ،
ثمّ اتّعظْ يا حزينْ.
-دي... يا حصاني... دي:
أيّها الطفل،
هذي الألاعيبُ،
كُفَّ عن النَقِّ، هذا ربيع الهوانْ
لم أعُدْ قادراً أَنْ أكون الحصان.
-دي... يا حصاني... دي:
ثمَّ أخبرتُها،
لا يريدون أن يلعب الطفلُ في حقلهمْ
عندما تصفُرُ القاطرةْ
لا تقولي: الخليل، أو الناصرةْ
الطريقُ إلى الشُرُفاتِ السعيدة بالوردِ،
ما زال فيها، القتادُ، المقابرُ،
ثمّ الرحيل الذي في الرحيلِ،
ولن تقبل القاهرةْ.
-إذنْ، ننحني للزَمَنْ!!
-دي... يا حصاني... دي:
لا انحناءَ، ولو لفلفوا جثّتي بالكفنْ
أعطني، كي أُغادرَ، قِنّينةً من عنبْ.
-دي، يا حصاني، دي:
سقطتْ دمعتان من الكأس، حينئذٍ،
صرخ الطفلُ: لا تنحني يا أبي،
قلتُ: ها أنت تفهم،
خُذْ ظهر هذا الحصانْ.
-دي... يا حصاني... دي:
عنباً أريدُ، ولا أريدْ
أنْ أقتلَ الناطورَ في أيّام عيدْ
أمّا، إذا، كثر الوعيدْ
سأزلزلُ الدنيا، وأقتلُ ذلك الناطور،
حتى أستعيدْ
عنباً أريدُ، ودولةً في عهد كنعان الجديدْ
عنبا أريدُ،
وأنْ نغنّي كلَّ أجزاء النشيدْ

تْفُو

تْفو عَ العصفور
ياللّي بينقُر الحيطانْ
لَيْفبركْ خَبَرْ
لَيْوَصلوا في السرّ للحدّادْ
تْفو عَ السّكينْ في ضَهْري
تْفو عَ اللّي بيرسل إشارا
للسما... تا تُقْتل الأولادْ
تْفو... ع البارودْ،
ياللّي بيخدم العبري
تْفو عَ السجّان والناضور والقَوّاد
الله، يا الله
شو جايي عَ بالي،
أكتُبْ أصيدي
عَ الغيمْ، في السَّهْراتْ،
بأيّام الحصيدي
لكنْ ع باب النهر، واقفْ سَدّ
مانعْ جَسَدْ لَيْفوت عند المدّ
مانعْ اسمْ، أوْ حَرِفْ، أوْ ميزانْ
والروح ما بْترتدّ
هايدي جذوري، والمطر نعسانْ
وعَ الحجر، محفورْ، رسمةْ جْدودي
كنعانْ يا كنعانْ يا كنعانْ
الريح عَم تْهمهمْ، وزِعْلاني،
عَم تكَسِّرْ نشيدي
الله، يا اللهْ،
ما فيكُنْ حّدا، شمّ النَدا،
قبل الفجر، ع الشطّ، شاف ريحة موتْ
وْلا فيكُنْ حدا، سِمع البِنِتْ، شو مالْها
أوْ داقْ طعم الصوتْ
مشْ عارفي يا حَسْرا، تلمّ الجثامينْ
قُمتِ صَرَخْتي: يابا، قومْ... نومكْ طالْ
وما بيسمعِكْ، رمل العرب، طين البحر،
يا وجعة الموّالْ
بتبكي ع بَيْها، وإمْها، وعَمْها، وخالها
كوام العضمْ، دمّ ولحمْ، راسْ وقدمْ،
همّ وندمْ، في الشطّ، صاروا مْنتورينْ
تْروح وتجي، ما في حدا
سأل المدى، عن حالها
أمّا الدُوَلْ، فلا تَسَلْ، بيتْفَرجوا
حتى الدَمِعْ، ما في دَمِعْ، حتى الشمِعْ،
ما في شمع، يا دوبْ يِقروا ريحة خبرْ
بعد العَصِرْ في زاوية جريدي
الله، شو جايي ع بالي أكتبْ أصيدي:
خمسين حاكم قهرْ
أَلَيِفُنْ، أجفِفُنْ،
وَعْصُرهُنْ عَصِرْ
وعْملهُنْ عَصيدي
أَتُفهُنْ عَ المزْبلي، ريحتهُنْ عَفَنْ
وبيقرف الصرصورْ
أمّا عصافير البراري، ولِطْيورْ
بتقول: بَعْلِكْ حجر أو مَيّ،
أوْ بفطرْ حَديدي!!
أما أنا، فَبْقول: تفو
ثمّ: تفو، ثمّ: تفو
ولا حدا منكُنْ،
بيقرّب لي على حْدودي
اللّه، يا اللّهْ
شو جايي عَ بالي
أكتُبْ أصيدي
آهْ، لو طالعْ بإيدي
آهْ، لو طالعْ بإيدي

* شاعر أردني
[صورة: 124429204046f3f632a63cb.gif]
الرد
شكر من طرف :


التنقل السريع :


يقوم بقرائة الموضوع: بالاضافة الى ( 2 ) ضيف كريم