تحديث آخر نسخة 1.8.37

تقييم الموضوع :
  • 0 أصوات - بمعدل 0
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مصـــاص الدماء
#1
Icon12 
الفصل الأول

الليلة الرهــيبــة Terrible Night

كنت في ذلك الوقت شاباً في الخامسة و الثلاثين من عمري لا أعرف شيئاً عن عالم ما وراء الطبيعة و كنت أومن أن العلم قد عرف كل شيء .. كنت ساذجاً بالطبع ..
سافرت إلى بريطانيا لحضور مؤتمر أمراض الدم الذي يحضره نخبة من أساتذة هذا العالم في العالم كله ، لكن كما هو معروف - ليست المحاضرات مشوقة إلى هذا الحد - .
و قد قضيت في ذلك اليوم أربع ساعات من أسود ساعات حياتي أصغي لكلام كثير عن السرطان بالدم ، و أنيميا البحر المتوسط ... و ...و الخ
كان الأطباء الجالسون قد أصيبوا بذلك النوع من المثل و التعاسة و التجمد الفكري الذي أوثر أن أسميه ( ذهول المؤتمرات ) ، كانوا جميعاً قد فقدوا الإحساس بظهرهم و أطرافهم ، و تحولت أرادفهم إلى جزء من المقاعد ، و بعضهم أخذ يزجي الوقت في الحديث همساً وهم يضعون أيديهم على أفواههم كتلاميذ مدارس .
-- شكراً
و للحظة لم يصدق هؤلاء البؤساء آذانهم لكن الرجل كان قد انتهى بالفعل من محاضراته الطويلة ، من ثم تعالت تنهدات العرفان بالجميل ، و بدوا يصفقون له شاكرين !
كان المحاضر كهلاً وسيماً اسمه ( ريتشارد كامنجز ) قابلته في مصر أكثر من مرة و انبهرت به بشدة ، كان شامخاً مهيباً عصبياً مغرماً بالتاريخ و الفن و كان يعشق تاريخ الفراعنة و كانت هذه النقطة تلاقينا ....
بعد المحاضرة قابلته ، و على الفور هش و بش لي و بدت السعادة على وجهه ، بل إنه صافحني ( وهو شئ غير معتاد من الإنجليز ) ثم أنه سألني عن رأيي في المحاضرة فكذبت عليه بكياسة قائلاً إنها رائعة ؛ دعاني إلى بيته الريفي في ( يوركشاير ) ، لأنني – كما قال - إنسان متحضر و شديد الإخـلاص للعلم ...
لهذا – وكما علمتني التقاليد الإنجليزية الصارمة – وجدتني أجتاز مدخل حديقة البيت الإنجليزي الجميل في تمام الساعة السابعة مساءاً .. وكان القمر يرخي ضوءاً هادئاً رقيقاً على غصون اللبلاب المتدلية فوق سقف البيت المنحدر ، و في الحديقة كنت تشم روائح غير مألوفة لزهور لا تعرف اسمها ...

و في الداخل كان البيت أنيقاً بسيطاً ، بيت أسرة كاثوليكية متدينة .. و في قاعة الجلوس كانت هناك مجموعة كبيرة من الصلبان الأثرية ، و لوحة كبيرة للعشاء الأخير * ، وكانت زوجته في منتصف العمر مهذبة رقيقة ، أما ابنته كاترين فكانت مراهقة لكنها أكثر تعقلا من سنها ..
و أدركت كم هم متدينون حين تلوا قبل العشاء صلاة المائدة ، من ثم شعرت بالخجل من نفسي لأني نسيت البسملة على الطعام قبل أن أبدأ الأكل .. تمتمت أن بسم الله أوله و آخرة ، و شرعت أملأ بطني من الأصناف جميلة المنظر ، شنيعة الطعم ، التي عرف بها المطبخ الإنجليزي في أوروبا كلها ...
بعد العشاء – وفي حجرة المعيشة المريحة – جلس د. ريتشارد جوار المدفأة يدخن غليونه و يرشف القهوة في استمتاع وقد بدا لكلينا أن الحياة لن تكون أبداُ أروع مما هي عليه الآن ..
قال د. ريتشارد : كيف تشعر و أنت من سلالة الفراعنة هؤلاء العباقرة ؟
ابتسمت ولم أدر بما ذا أرد .
فغمغمت : .... بالندم و الحسرة لأني لم أحفظ حضارتهم وكل ما اكتشفوه ..
أكمل قائلاً: أحياناً يخيل لي أنه لم يعد هناك ما يمكن اكتشافه بعد كل ما اكتشف حتى اليوم .... أعتقد أن زمن ( الكشوف ) قد ولى و بدا زمن ( التطوير ) .
و هنا يبدأ دور رجل علم مثلي يؤمن بعلم ما وراء الطبيعة ويؤمن أن كل أسطورة لها أصل ما لم يحاول القدماء أن يتوقفوا عنده ، وهكذا نفتح أبواباً جديدة...
وجال ببصره في الغرفة الخالية .. ثم همس :
خذ عندك أسطورة الكونت دراكولا .. إن أحداً لم يحاول أن يتأمل فيها .. ، كانوا يبحثون في الكهرباء و الموجات الكهرومغناطيسية و الانشطار النووي و المضادات الحيوية فلم يتوقفوا عند هذه الأسطورة أبداً ، هنا يأتي دور رجل علم مثلي يؤمن أن هذه الأسطورة لم تأت من فراغ و يتوقف لحظة عندها ...
هنالك شواهد تاريخية عديدة و مريبة ... الدم هذا السائل الأحمر الغامض رمز الحياة و الموت معاً ، خذ عندك طقوس شرب الدماء في الهند .. المومياوات ذات الأنياب التي وجدوها في الصين ، ومآدب أهل أسبرطة التي كانوا يحتسون فيها الدم الممزوج بالخل و التوابل ، و دماء السلحفاة البحرية التي يشربونها لعلاج الروماتيزم في جامايكا .
و كتب السحر في القرون الوسطي ، و كلها تتحدث عن طرد مصاصي الدماء كقضية مسلم بها ..
وهنا نبدأ - بمرونة فكرية - نجزم أنه في وقت ما ، قي مكان ما ،/ تواجدت مخلوقات كابوسية تعيش على الدماء مثل دراكولا ..
-أوووه !!
و كان هذا هو صوت كاترين .. وكانت قد دخلت الحجرة لتوها فسمعت آخر جملة ، و سرعان ما اعتذرت بأنها ترغب في الصعود لحجرتها ..
قال د. ريتشارد :هكذا أفضل .. هناك أشياء لا يجب أن يقولها المرء أمام النساء .. أنت تفهمني .
و اتجه نحو النور الكهربائي و أطفأه ، فساد الظلام الحجرة فيما عدا نور المدفأة الهادئ الخافت .. ، و قال بطريقة درامية مؤثرة .
- هكذا يكون الجو مناسباً لهذه الأحاديث الرهيبة !!
أحسست بالرجفة تسري في ظهري ، وكان منظر لهيبة المدفأة يذكرني بالمشوار الذي ينتظرني بعد هذه الأمسية في العودة لفندقي .. البرد و الخوف ..
توقف د. ريتشارد أمام إحدى اللوحات المعلقة يتأملها على ضوء المدفأة المتراقص ، و همس :
-لقد بحثت و بحثت سنوات طويلة مع أحد رفاقي من علماء التاريخ .. و اليوم أستطيع أن أقول إننا برهنا بالدليل المادي على وجود الكونت دراكولا ..
دوت الكلمة الكابوسية في الظلام فأجفلت لها في مقعدي ، و الواقع د. ريتشارد كان مخرجاً مسرحيا رائعاً ..
-القصة كما يعرفها كل الناس هي قصة ذلك الكونت دراكولا الذي عاش في ترانسلفانيا في القرن الرابع عشر ... كان شريراً بكل ما في الكلمة معان ، و لكنه لم يكن من الموتى الأحياء .. إلا أن كاتباً نشطاً أسماه ( دراكولا ) أي الشيطان ، و خلده " برام ستوكر " في قصته الشهيرة التي لم يزل الناس يرتجفون منها حتى اليوم .....
ثم السينما العالمية .... " فنسنت برايس....... لون شاني " ليكملوا الصورة ....
اليوم أقول أنا : إن ( دراكولا ) وجد فعلاً كما صورته القصص دون أية مبالغة ...



*صورة مرسوم عليها حواري النبي عيسى ابن مريم عليهما السلام و معه حواريه ومن ضمن الصورة موجود الخائن الذي أفشى على عيسى وهو يبين في الصورة وهو قد سقط منه الملح من على المائدة وهذه رشة الملح هي سوء طالع لدى المسيحيين .


انتظروا الفصل الثاني...
[صورة: 124429204046f3f632a63cb.gif]
الرد
شكر من طرف :
#2
خادم الكونت Count The Servant

قلت في حماسة : لكن كلينا رجل علم ، و كلينا يعرف أن مالا يرى و لا يسمع و لا يشم و لا يعقل ، هو ببساطة غير موجود ... .
أبتسم د. ريتشارد في ثقة .. ثم اتجه نحو خوان في ركن الغرفة و فتح درجه و أخرج ظرفاً ممتلئاً ناوله لي ..
وقال :اقرأ هذه الأوراق قبل أن تتحدث عن العلم ..
قبل أن أرد دخلت علينا ( مسز كامنجز ) باشة الوجه .. و بالإنجليزية حاولت أن أجعلها راقية شكرتها على العشاء .. ثم بدأنا حديثاً عن الطقس .. ثم أطريت بيتهم و أبديت إعجابي بلوحة العشاء الأخير المعلقة ، فشرعت تشرح لي قصة اللوحة و نظرات الدهشة المرتسمة على وجوه الحواريين ..... و . ..... و ........
قالت:هل تعلم سر تشاؤم الغربيين من سقوط الملح على المائدة .؟
فهززت رأسي معترفاُ بجهلي ..
قالت : لأن " يـهوذا " الخائن مرسوم في اللوحة وقد انسكب الملح على المائدة أمامه .
هل ترى وجهه ؟ هذا وجه ارتسمت عليه كل خطايا البشر .. إنه خاضع للشيطان لكنه مستسلم لهذا و لا يجد سبيلا آخر ...
كنت في هذه اللحظة دخلت في عالم اللوحة لكنى كذلك كنت أفكر في المسافة الطويلة التي تفصلني عن الفراش الدافئ و قراءة هذا المظروف الذي أحمله ..

وحين عدت للفندق تمددت في الفراش و تأملت المظروف الذي أعطنيه د. ريتشارد ، و كان مليئاً بأوراق قديمة و صور فوتوغرافية ..
كانت إحدى الصور لقصر أثري غريب ، و أخرى لتابوت رخامي مغلق ، ثم صورة لشئ لم أفهم ما هو ، ثم صورة للوحة زيتية تمثل رجلاً ملتحياً طويل القامة .. أما قطعة الورق الصفراء المهترئة فكان بها خريطة مرسومة بحبر أسود لقصر مجهول به سراديب سميت بأسماء سلافية لم أعرف حتى كيف أقرؤها ..
ألغاز كثيرة جداً ..
أخيراً ورقة بالإنجليزية - بخط د. ريتشارد - تقول : " بقد بحثنا شهوراُ في سراديب قصر ( الكونت دراكولا ) في ترانسلفانيا ، وهو الذي منعت السلطات السياح من زيارته لأنه آيل للسقوط في أكثر من موضع ... و أخيراً وجدنا الخريطة في سرداب قديم ملئ بالأثرية و الوطاويط ... وقد فتحنا التوابيت كلها حتى وجدنا مومياء الكونت و على صدرها وجدنا صندوقاُ عاجياً فيه رسالة كتبها خادم الكونت للأجيال القادمة :
- أكتب هذه الرسالة لمن يأتون بعدى كي أحذرهم من خطر داهم شنيع ، لقد اختار الشيطان هذه المنطقة التعسة مهداُ له ..
إن ( دراكولا ) هو أول مصاص دماء يولد في هذا البلد ، إن سيدي الكونت عرف بين الفلاحين بقسوته و طغيانه و استخدامه جيشاً من المرتزقة لفرض سلطانه ، كل هذا جعلهم يسمونه ( الشيطاني ) أو ( دراكولا ) ..
بدأ الكونت في كل مساء يشرب مزيجاً لعبناً من دم الخنازير و النبيذ و التوابل بدعوى أنه يعيد الشباب ، و بدأ يدرس السحر الأسود .. و يزداد انعزلاً و غرابة ...
لقد بدأ وجهه يستطيل و صوته يأخذ نبرة عواء الذئب في الليالي المقمرة ، و صار يخرج القصر وحيدا .. بل إنه لم يعد يأكل ...
و في كتب السحر وجدت تفسير حالته .. إن هذا المزيج الذي يشربه يقود إلى الخلود بأشنع الطرق .. إنه يحيل من يدمنه إلى خفاش بشري يتغذى بدماء البشر ليلاً و ينام في تابوت نهاراً و يموت إذا رأى ضوء الشمس ..

وكان لا بد أن أعرف ..

صباح اليوم التالي استجمعت شجاعتي و نزلت بدروم القصر حيث توابيت أسرته ، و كانت راحة العفن تملأ المكان ، و الفئران تمرح في حرية تامة ، و في تابوت رخامي وجدت ما كنت أبحث عنه ( هذا الجزء غير واضح في المخطوط ) لا تنفس .

و وجهه شاحب شحوب الموتى و على شفتيه قطرات من دماء لم تجف بعد ، و عيناه مفتوحتان تحدقان في لا شيء... !
[صورة: 124429204046f3f632a63cb.gif]
الرد
شكر من طرف :
#3
تابع الفصل الثاني

خادم الكونت Count The Servant

اقتربت من شفتيه و استجمعت شجاعتي و فتحتها .. فوجدت صفين من الأسنان الدقيقة المدببة كأسنان الضواري ، انتابني ذلك الرعب المجهول الذي يشل العقل تماماً .. جريت في هلع وقد تسلطت على فكرة واحدة "الهَرب" ..
لا أدري لأين .. و نسيت أن أعيد غلق التابوت .. إذن غدى الكونت مصاص الدماء ، و صار عالة على نفسه و على الآخرين ، إذن كان أهل القرية محقين حين كانوا يرسمون الصليب حين يمرون بالقصر ، و إذن كان هذا هو سر جثة المتسول العجوز التي وجدوها قرب القصر ملقاة على الكلأ* ، وفى عنقه ثقبان أحمران ...
لهذا نزع الكونت الستائر البيضاء و الأيقونات ، و لهذا كان ذلك العواء الذي يهز القصر في الليالي القمرية ....و لهذا ....... و لهذا !

عدت لكتب السحر أقرؤها ، إن مصاص الدماء كابوس ... و من واجبي أن أجد أنا الدواء لهذا الكابوس خاصة أن لم يمتص دمي بعد " ربما لحاجته إليّ " .
إن قتل مصاصي الدماء أمر سهل ، فهو يموت من أي رمز ديني .. أنه مخلوق رمزي ، وجوده رمز و مصرعه يتم بالرموز ، الضوء و اللون الأبيض و الفضة و الكتب السماوية تقتله ، لكن الطريقة الفعالة هي الوتد من الخشب يدق في صدره ، ثم تتلى صلاة الموت عليه ، و تحذر كتب السحر من أنه ؛ كما أن مصاص الدماء رمز فموته رمز ، إنه يعود للحياة مرة كل مائة سنة ليعيث في الأرض فساداً ، ثم أنه بعد أن ينشر الرعب و الموت يقتل على يد إنسان لم يتلوث ...و...

و هنا أحسست بشيء غير عادي في الحجرة .. رفعت رأسي فوجدت الكونت ( دراكولا ) واقفاُ على رأسي يسد الباب وهو يبتسم ابتسامة صفراء رهيبة ، لقد جاء الليل دون أن أدري وحين نهض وجد غطاء التابوت مكشوفاً و أدرك أنني فهمت !<<<< مامييييييييييييي
و نظرت إليه في هلع ..

لم يعد وجهه يمت بصلة للوجه الذي عرفته .. ناباه الفظيعان .. بشرته الشاحبة المتجعدة .. رائحة الكبريت التي تتحدث عنها كل كتب السحر ، تحرك أمام المرآة فلم أجد له صورة ، حتى الشمعة لم تترك له ظلاً على الحائط ..
صرخت : يا ألهى .. أنقذني ! <<< واااااااااااااااااااااااا
أجفل ... و تراجع لحظة .. فجريت للباب كما لم أجر في حياتي إلى غرفتي .. أغلقت الباب بالمفتاح ، و على الفراش أغمى على ، و كان آخر ما رايته هو مقبض الباب يتحرك ، لكن الباب كان مغلقاً ...
نعم .. صار الكونت هو خليفة الشيطان في الأرض ، إنه مريض وهو يعلم ذلك ، و لقد قررت أن أريحه ..
سأقتله اليوم ، كتب السحر قالت إنه سيموت على يدي رجل لم يتلوث .. و أنا هو ذلك الرجل ، أنا القاضي و المدعي و الجلاد معاً ، سأنزل إليه بالخنجر الفضي و الثوم و قبل كل شيء ... بإيماني ..
ولئن كنت ملوثاً و لقيت مصرعي فليعلم من يجد هذه الرسالة ما علمته أنا و لينتظر عودة الكونت كلما مرت مئة عام ، و لينتصر من هو منا على حق .

خادم الكونت / جيسيب ميخائيل
في عام الرب 1559م

بعد نهاية الرسالة وجدت تعليقاً صغيراً بخط د. ريتشارد يقول : أنهما وجدا مومياء الكونت وعلى صدرها هذا التحذير للأجيال القادمة ، و أن هذا يعني أن الخادم وفق في مهمته ...
انتهت المذكرات ..
أغلقت مفتاح الأباجورة و أغلقت عيني لأريحها في الظلام .. إذن فهذه الخزعبلات هي ما يشغل ذهن العالم العظيم .. و كل هذا الكلام الأبله الذي يقولونه في أفلام العرب الرخيصة عن الهنود و الأرسبرطيين و مومياوات الصين هراء ...
و مضيت أُسلى نفسي بمحاولة تخيل شكل الشر في العالم ..غول أحمر العينين ... إخطبوط له ستة أذرع .. لم أستطع .. و لسبب لا أدريه لم تفارق ذهني صورة وجه يهوذا في لوحة دافنشي .. النظرة التعسة الآثمة .. نظرة الخاطئ الذي لا يملك سوى أن يخطئ ..

و لم أدر كيف ، و لا متى غرقت في سبات عميق ......


* أي العشب .
[صورة: 124429204046f3f632a63cb.gif]
الرد
شكر من طرف :
#4
مشكوره كتير اختي سما على موضوعك

تقبلي مروري

جزاكي الله كل خير

مع محبتي
عاشقه الغروب
الرد
شكر من طرف :


التنقل السريع :


يقوم بقرائة الموضوع: بالاضافة الى ( 2 ) ضيف كريم