تحديث آخر نسخة 1.8.37

تقييم الموضوع :
  • 0 أصوات - بمعدل 0
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مقروؤة عليك الفاتحة !!
#1
كان الطريق مظلما من حولي لا يظهر شئ غير خيالات بسيطة من مصابيح تبدو من بعيد.

كنت أعدو في ذلك الطريق و أنفاسي تتلاحق، كنت أهرب منه بكل قوتي مع علمي في أنه في النهاية سيلحق بي و يأخذ الأمانة التي أودعها آمره عندي.

كنت أعرف تماما إنني لن أحتفظ بما منحني إياه للأبد، كنت أعرف إنني سأفقد ما أتفاخر به على أقراني يوما ما، كنت أعرف إنني سأفقد ما أختال به على الناس رغم إنه ليس ملكا لي ; بل أمانة اودعني إياها صاحبها و سيستردها يوما ما.

صحيح إنني لم أكن أنفذ ما كنت مكلفة به، صحيح إنني كنت أتجاهل الأوامر التي يجب عليّ تنفيذها دوما طوال عمري، صحيح إنني كنت أفعل دوما ما لايجب عليّ أن أقوم به; إلا أنني كنت أعرف قوته و سطوته كما أعرف رحمته بمن ينفذ أوامره و يبعد قدر المستطاع عما نهى عنه و التزم و فعل ما يطلبه منه.

اليوم بعث لي رسوله ليسترد الأمانة التي تركها عندي، لا لست مستعدة لتركها بعد، لماذا تكون من حقه هو، أليس رحيما بمتبوعيه لماذا لا يتركها لي ؟!

أتى إليّ و أخبرني: "اليوم ستـُسرد الأمانة الأمانة التي لم تحافظ عليها كما أ ُمرت".

رددت في رعب: "لا أستطيع أن أنفذ كل ما أمرني به و أبتعد عن كل ما نهاني عنه" !

ــ "أنت حتى لم تحاول، لا يمكنه أن يطلب منك الالتزام دوما فهو يعلمك جيدا كما يعلم أقرانك لكنه يطالبك بالمستطاع و بما تقدر عليه. الأمر يسير و ليس عسيرا".

ــ "أرجوك أخبره إنني أريد أن أحتفظ بها لوقت أطول" !

ــ "و ما الفائدة إن كان سيستردها في النهاية; فلكل أجل كتاب".

ــ "دعني أدعوه و أبتهل إليه ألا يجعلك تقبض روحي الآن; لم تزل أمامي الكثير مما تشتهيه نفسي و لم أفعلها بعد".

ــ "لا أحد يأخذ كل شئ، نحن الملائكة مسيـّرون و لسنا مثلكم يا بني البشر مخيّرون نستطيع تحديد مصائرنا، أنتم لا تدرون النعمة التي أنتم فيها" !

ــ "عن أية نعمة تتحدث ؟! نحن نـُولد و لا نعرف لماذا ؟ نحن نـُـولد و لا نعرف إلى أين سيأخذنا الطريق لنا أوامر و نواه ٍ لا نستطيع الالتزام بها دوما، نحن مخلوقون من طين و أنتم من نور !! ألا ترى المهانة التي نحن فيها" ؟!


ــ "هذه مشكلتكم دوما يا بني الإنسان لا تردون بما قسمه الله لكم كما قال رسول الله محمد عليه الصلاة و السلام إذا كان عندك وادٍ من ذهب لتمنيت الثاني و إذا كانا اثنين لتمنيت الثالث، و هكذا لا يملأ عينيك غير التراب، الله خلقنا من نور لكننا لا نستطيع أن نتحكم في حيواتنا و مصائرنا، إن الله لا يعطي كل شئ لكل أحد; حتى يعرف كل مخلوق أن الكامل هو وحده سبحانه و تعالى" !!

عدوت مسرعة منه لا أعرف أين أنا الآن، كان يخرج من كل مكان أذهب إليه، كنت أعرف أنه لا فائدة تـُرجى من هروبي سيأخذ روحي في النهاية، سيذهب جسدي الذي كنت أفتن به الرجال و أغويهم ليـُدفن تحت الثرى، أتذكر غضبي فيما مضى عندما وُصفت بالعاهرة; كنت أعرض جسدي و أتربح منه، أعرف نهم الرجال و جوعهم و أنه مهما كانوا يبتعدون عن المعاصي فإن لهم غريزة لا يمكنهم التحكم فيها فقد خلقهم الله بها.

أهملت روحي ولم أعطها حقها الروحي، كنت أهتم بجسدي و بإسالة اللعاب من الأفواه عليّ كنت أسعد بنظرات ذلك الملتحي الذي يحاول أن يغضّ بصره لكنه لا يستطيع، يرمقني بنظرة ثم يشيح بعينيه سريعا خشية غضب الله الذي لم أخشه أنا.

أليس ما كنت أفعله هو ما يـُطلق عليه لفظة "عاهرة" في اللغة و الدين ؟! لماذا استنكرت إذن عندما وصفوني بهذا الوصف ؟! أليست هذه حقيقتي أم أن الجهل وصل بي إلى الحد الذي لا أعرف به حقائق الأمور ؟!

لقد أخبرني ملك الموت عزرائيل عليه السلام، قالها رسول الله صلى الله عليه و سلم: "الحلال بيـّـن و الحرام بيـّـن و بينهما أمور متشابهات".

أليس ما كنت أفعله حراما بيـّـنا كيف طاوعتني نفسي على فعله إذن ؟! هل أتعجب الآن إذا ألقاني ربي في جهنم و حرمني من الجنة التي عشت أقل منها في أرضي ؟!


لقد أغويت الكثيرين بلا عقاب منحت جسدي لكل عبد منيب و غير منيب، كنت أجعل أصابعي في أذنيّ و استغشي ثيابي كي لا أسمع و لا أرى كل من يعارضني و يخبرني بأن ما أفعله حراما، كان الكثيرون يتعجبون: كيف تعرفين الحقيقة و تستمرين على فعلتك، كنت أحب عبيد جسدي، كنت أحب أن أرى في العيون كم أنا جميلة، كنت أحب لمسات الرجال عندما يصافحونني و يمسكون بيديّ الناعمتين لمدة طويلة، كنت أحب أفعال البعض الآخر الأكثر جرأة عندما يتحسسون أجزاء من جسدي بسرعة كأنهم لا يقصدون ذلك !

لحق بي رسول ربي، أخبرني و هو يقبض روحي: "إن أهلك الآن يقرؤون عليك الفاتحة أملا في أن يرحمك ربك و ربهم".

ــ "و هل سيرحمني" ؟!

ــ "علمه عنده وحده من ذا الذي يتألـّه على الله و يستطيع أن يخبرك إن كان سيرحمك أو يعذبك" ؟!


تذكر يا كل إنسان على الأرض يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم تذكر ربك الذي خلقك فسواك فعدلك حافظ على أمانته التي أعطاك إياها وفـّيه حقوقه و ابتعد عما نهاك عنه قدر استطاعتك قبل أن يأتي اليوم الذي تـُقرأ عليك الفاتحة من قـِبل أ ُناس قليلين و هم يزورونك في قبرك الذي سيضيق عليك كما وسعت لك دنيتك و أنستك آخرتك، لا تجعل نفسك عرضة لألا يغفر الله لك كما نأمل جميعا; فكلنا نأمل مغفرته و رحمته; "إن رحمت الله قريب من المحسنين ".


ملحوظة: هذا الموضوع بقلمي و ليس منقولا إلا من منتداي الخاص.
الرد
شكر من طرف :
#2
شكرا لك اخى الكريم, موضوع اكثر من رائع, واتمنى ان يكون عظة لكل رجل او امرأة يفتن غيره بحسنه.

الا انى لى مؤاخذة بسيطة عليك بما ان الموضوع بقلمك (وسامحنى ان لم اكن محق بها).

وهى انى ارى ان الموضوع غاية فى الروعة, لكن لم يكن يجب ان تكتب كلام على انه عن لسان ملك الموت عزرائيل (ربما يكون لديك احاديث تستند بها لما ذكرته واكن انا لا علم بها, لذلك اتمنى السموحة ان كان الخطأ من طرفى).

سلمت يداك يا طيب.
الرد
شكر من طرف :
#3
جازاك الله كل خير أخي الكريم و أنا معك في استفسارك و سأوضح لك مقصدي مما تعلمته من القرآن الكريم:

لو قرأت قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الفرعون ستجد أن الله جل و علا قد رواها بأكثر من طريقة و كان الكلام يختلف على ألسنة الشخصيات في كل مرة لكن المفيد هو العبرة و العظة و الحكاية نفسها.

فليس من الضروري أن يقول سيدنا عزرائيل هذا الكلام أو أنه سيقوله لكن المقصود هنا هو سرد الحقائق التي حاولت أن أصوغها قدر استطاعتي بأسلوب قصصي فمن الممكن أن أكون قد كتبت الموضوع بأسلوب آخر مثلا:

أتخيل عندما اقتربت ساعة تلك التي تفتن الرجال بجسدها و نسيت أن هذا حراما و أن الله لا يسمح بذلك تستنكر أن الله خلقها من طين و خلق الملائكة من نور و هي لا تعرف أن الله لا يعطي كل شخص كل شئ لأن الكمال لله وحده فإن كان قد خلق الملائكة من نور فلم يعطهم الحق في أن يختاروا مصائرهم مثل بني البشر.

و هكذا أستمر في السرد هكذا لكني آثرت أن أكتبه بهذا الأسلوب لأني أعتقد أنه مشوق أكثر و سيحفذ الجميع على قراءته; لذلك فإن العبرة بالمعنى المراد و ليس باللفظ و أسلوب السرد.

و إن كنت قد أخطأت فأنا بشر و الكمال لله وحده و أرجو أن يغفر لي الله و ألا يكون سيدنا عزرائيل قد غضب مني !
الرد
شكر من طرف :
#4
احسنت الرد اخى الكريم, وهذا ليس غريب على شخص مثلك بدرجة نضجك, واللهم ارحمنا واغفر لنا ان نسينا او اخطأنا.

وبمناسبة الحديث عن استنكار بطلت القصة لخلق الله البشر من طين وخلق الملائكة من نور.
اريد ان اعلق بما ورد بخاطرى عندما تفكرت بعض الشئ بهذه المسألة.
صحيح ان الملائكة من رحمة الله عليها انه سيرها فى طوعه وعدم عصيانه, ولم يبتليها بالفتن والشهوات مثل البشر.

لكن لننظر للأمر من منظور اوسع, البشر خُير بين الخير والشر.

فإذا فعل الثانى فهو من الظالمين, واذا فعل الأول؟ سوف تكون هذه الملائكة المخلوقة من نور, مسخرين له عندما يتم حسابه, ومنهم حور العين فهم على حد علمى ملائكة من نور!

اليست الجائزة كافية؟ سبحان الله.

وايضا امر اخر ورد بخاطرى عندما تفكرت اكثر بهذه المسألة, ورد بخاطرى, قولت ياربى, لما لم تعطنا شئ يهدى قلوبنا وينير بصيرتنا, ويجعلنا كلنا خشية وحب لك, ولا نعصيك!

وبنفس اللحظة تذكرت موقف ابليس لعنه الله عندما رفض السجود لأدم

قلت لنفسى, هل هناك شئ يمكن ان يهدنا اكثر من ان نرى الملائكة وتكون المعاملة بيننا وبين خالقنا مباشرة, مثل ماكان الحال مع ابليس؟
بالطبع الأجابة لا, فهذا هو اكبر شئ يمكن ان يصل اليه عبد مع خالقه, ولا يوجد شئ وقتها يمكن ان يجلعنا نعصى الله جل وعلى.

لكن مع ذلك ابليس عصى الله! وماهى نتيجة عصيانه؟ انه بُشِر انه من الهالكين!

مجرد عصيان صغير (مقارنة بالمعاصى التى يقوم بها البشر حاليا) جعل ابليس من الهالكين.
لذلك فمن رحمة الله علينا ان لا يعطينا الأمر الناهى للمعاصى (مثل رؤيته مثلا) (واستغفر الله ان كان كلامى به نوع من تعدى ماهو مسموح لكن هذا ماكان يدور بخاطرى).
لأنه يريد ان يغفر لنا, ولأنه يعلم اننا خطائين, ومن نفس المثال سيدنا ادم, فهو عصى الله عندما اكل من شجرة التفاح, وكان عقابه (حتى بعد ان غُفر له) انه اخرج من الجنة, فكيف سيكون حالنا اذا كنا رأينا الملائكة مثلا واستمرينا بالمعصية؟

اظن حالنا كان سيكون مثل حال ابليس, ملعونين ومبشرين بالهلاك, لذلك من رحمة الله علينا ان يتركنا هكذا حتى يكون هناك مجال ليرحمنا.
الرد
شكر من طرف :
#5
جازاك الله كل خير أخي الكريم و ردك الرائع الذي أتفق معك فيه.

حكمة الخلق ليست معروفة لنا حتى الآن فهي من المغيـّـبات صحيح أن الله قد قال: "و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون"، لكن هذا القول في الآية الكريمة يضعنا أمام تساؤل محيـّـر أيضا فهل يحتاج الله لنا لعبادته ؟ بالطبع لا فإن الله غني عن العالمين فلماذا خلقنا إذن ؟! هذا الأمر يعلمه وحده جل و علا.

من الممكن أن يقول شخص آخر أن الله قد خلقنا حتى يثبت للملائكة أمرا كما جاء في الآيات الكريمة أنه سبحانه و تعالى سيجعل في الأرض خليفة و استنكار الملائكة لهذا الأمر، لكن حاشا لله أن يكون الله قد خلقنا تحديا لملائكته و غير معقول أيضا لأن الملائكة ليسوا مخيرين مثلنا.

أمور كثيرة ستظل مجهولة غير واضحة بالنسبة لنا لكن الأمر الذي نصدق به هو وجود الله مهما كان سبب خلقنا و مهما كان ما سيفعله بنا بعد رحيل أرواحنا من أجسادنا.
الرد
شكر من طرف :
#6
إقتباس :من الممكن أن يقول شخص آخر أن الله قد خلقنا حتى يثبت للملائكة أمرا كما جاء في الآيات الكريمة أنه سبحانه و تعالى سيجعل في الأرض خليفة و استنكار الملائكة لهذا الأمر، لكن حاشا لله أن يكون الله قد خلقنا تحديا لملائكته و غير معقول أيضا لأن الملائكة ليسوا مخيرين مثلنا
.

بسم الله الرحمن الرحيم

"وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون"

صدق الله العظيم


الامر واضح فى سبب خلقنا وهو عبادة الله عز وجل

اما الحكمة من خلق الجن والانس فليس لدى علم بها وربما لا يعلمها احد

ففى ايامانا هذه نحن فى امس الحاجه الى عودة الاسلام الى القلوب والصدور

والتى اخشى ان اقول ان الايمان قل بعض الشئ عن عهد الرسول عليه الصلاة والسلام

بل وبالتأكيد نحن نرى هذا فى كل يوم فى كل ساعه فى كل دقيقة

النساء كاسيات عاريات

فقلة القيم وانحدرت المبادئ الاسلاميه التى وامرنا بها الله عز وجل ووصانا بها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم

فكم مرة تلك المرأة يزنى بها فى اليوم

وكم مرة يزنى ذلك الرجل فى اليوم

بابسط شئ وهو النظر فقط (العين تزنى)


اين غض البصر الذى وصانا به الرسول عليه الصلاة والسلام

للاسف الايمان يقل تدريجيا فى عصر العولمة الذى نحيا فيه

موضوع روعه اخى جزاك الله كل خير
الرد
شكر من طرف :
#7
و جازاك الله خيرا على ردك الرائع كذلك أخي و نحن نؤمن بوجود الله مما نراه حولنا يثبت ذلك و لذلك نسلـّـم بالغيبات التي لا يعلمها إلا هو جل و علا.
الرد
شكر من طرف :


التنقل السريع :


يقوم بقرائة الموضوع: بالاضافة الى ( 2 ) ضيف كريم